فلسطين أون لاين

النفايات الزجاجية.. أحجار بناء صديقة للبيئة بين يدي روان

...
غزة/ هدى الدلو:

عزمت منذ بداية العام على أن تجد فكرة جيدة تتعلق بالبيئة، وتصنع أثرًا وقيمة مجتمعية، لكونها من الشباب الذين يسعون إلى التغيير الإيجابي، وفي الوقت ذاته إيجاد مصدر دخل بعد محاولات عديدة باءت بالفشل خلال مدة الحجر الصحي.

الشابة روان رجب (22 عامًا) من مدينة طولكرم، لا تزال على مقاعد الدراسة الجامعية في تخصص التصميم والفنون التطبيقية في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، حاولت منذ بداية العام الماضي أن تمضي بصحبة أفكارها وتجاربها الكثيرة، في طريق التأثير الإيجابي للمستقبل.

فكرت وخططت وبحثت وصقلت فكرتها، لتبدأ مشروعها على أرض الواقع بتحويل نفايات الزجاج إلى أحجار بناء صديقة للبيئة.

تقول لصحيفة "فلسطين": "وضعت مخططًا ليكون عامي مليئًا بالمعرفة والتجارب الجديدة، فانضممت إلى الكثير من التدريبات، وعدت إلى التطوع لتطوير معارفي، واجتهدت لأن أكون صديقة للبيئة".

وفي أحد التدريبات طلب منها فكرة مشروع ريادي، وبعد تفكير عميق وصلت إلى فكرة الحجر الأزرق (BLUE STONE)، لإنتاج الحجر الداخلي البيئي للديكور بأشكال وألوان متنوعة، من طريق إعادة تدوير مجموعة من المخلفات، أهمها الزجاج ونشارة الخشب والورق.

وتشير رجب إلى أن الزجاج هو المادة الأساسية في فكرة مشروعها، لكونه عند إتلافه بأي طريقة يسبب ضررًا للإنسان والحيوانات وعمال النظافة.

وعن سبب تسميته "الحجر الأزرق"، تعود رجب إلى الدلالات الفلسفية للون الأزرق، إذ إنه مؤشر على السعادة والريادة والابتكار والإبداع، وهو ما تحاول إيصاله إلى جمهورها.

وتلفت إلى أن ما يميز "الحجر الأزرق" من الحجر العادي هو صداقته للبيئة وتكلفته المحدودة، وأنه يحمل مواصفات ذات جودة عالية.

وتبين أن الفكرة استحضرتها في أثناء ممارستها رياضة المشي في شوارع قريتها "كفر اللبد" الواقعة شرق مدينة طولكرم، فلاحظت انتشار قطع الزجاج، إلى جانب تضرر شقيقها بعد دخول الزجاج في قدمه، فتسبب له بأضرار كبيرة استدعت إجراء عملية جراحية.

وبعد عام ونصف من التخطيط والتجارب حصلت "رجب" على الأدوات والآلات الخاصة بالمشروع، وبدأت تنفيذه منتصف أيار (مايو) 2021، إذ كانت بداية الإنتاج في المساحة الصغيرة المجاورة لبيتها.

وتعرب رجب عن اعتزازها بمحاولاتها وتجاربها التي تكللت بالنجاح، "لأن النجاحات العظيمة تبدأ صغيرة وتكبر لتصبح علامة تجارية معروفة، ما دام الإيمان بأنها كذلك موجودًا" حسب تعبيرها.

بدأت فكرة مشروع روان تنتشر في المجتمع المحيط، وردود الفعل كانت إيجابيةً ومتعاونة، الأمر الذي دفعها لتعكف على الترويج لها، بجمع النفايات الزجاجية من محيطها، للبدء في إعادة تدويرها.

تضيف: "اتفقت مع أولاد الحي على شراء النفايات الزجاجية منهم مقابل بعض النقود، لتشجعيهم على إعادة تدويرها، بدلًا من رميها أو تكسيرها في الطرقات".

رغم ذلك واجهت روان العديد من التحديات خلال مرحلة التخطيط والتنفيذ، أهمها: مدة الحجر الصحي، إذ كان يصعب عليها إحضار بعض المواد الخاصة والأدوات بسبب حظر التجوال، إضافة إلى نقص خبرتها في هذا المجال، "وقد تغلبت على ذلك بالتجربة المتكررة، وتصحيح ما كان خطأ في التجارب السابقة".

وتلفت رجب إلى أنه إضافة إلى ما سبق، أثر الوضع الاقتصادي المتردّي الذي سببته أزمة كورونا في مشروعها، لكونها بحاجة إلى مواد مهمة لاستكماله، "وهي مرتفعة الثمن إلى حد ما".

وتطمح إلى الحصول على منح واستثمارات لتتمكن من تطوير مشروعها تجاريًّا، وتغطية الطلبيات الكبيرة التي تصل إليها.

وتوجه روان رسالة إلى كل مبتدئ يملك فكرة ما، أو يخطط لمشروع، فتقول: "لنصنع الفرق وكل ما هو جديد وجميل، لدينا متسع من الوقت لنجرب ونخطئ ونعيد الكرّة من جديد، وعلينا أن ننظر إلى احتياج العالم والمجتمع، ثم نحاول دمجه في اهتماماتنا وشغفنا، هذا وحده سيساعدنا على ابتكار أشياء عظيمة".

المصدر / فلسطين أون لاين