إسماعيل هنية، وخالد مشعل في عمان، وبيني غانيتس في رام الله، الصورة تجمع غانيتس بمحمود عباس، في أول لقاء رسمي منذ ٢٠١٠م كما تقول المصادر الحسابية. غانيتس التقى عباس بموافقة بينيت بعد عودته من واشنطن. قوة الدفع للقاء تشكلت في البيت الأبيض. السلطة على وشك الإفلاس وربما الانهيار، مصلحة (إسرائيل وأمريكا) في دعم السلطة اقتصاديا لمنع الإفلاس. بينيت استجاب لتوجيهات البيت الأبيض في خطة الإنقاذ المالي، ولكنه لم يستجب للمطالب السياسية، بينيت قال: لن نتفاوض على دولة فلسطينية، ولن نسمح بقيام دولة فلسطينية؟!
الموقف الاسرائيلي واضح وحازم: نعم لدعم السلطة ما دامت تحقق مصالحنا، وعلى رأسها المصالح الأمنية، ولا لدولة الفلسطينية لأنها ستعمل ضد مصالحنا. زيارة غانيتس كررت المعادلة في رام الله. اللقاء بيننا ليس سياسيا، إنه لقاء تنسيق عمل ودعم اقتصادي. ليس عند عباس ما يقوله. المال يغلق الأفواه. لا كلام ومرحبا بالمال؟! وفصائل المقاومة شجبت اللقاء ونددت به، لأنه يضر في نظرهم بالموقف الفلسطيني.
الصورة في وسائل الإعلام لهنية ومشعل منفردين، وليس معهما الملك، أو رئيس الوزراء، أو شخصية مفوضة. الأمر هكذا طبيعي لأن الرجلين زارا الأردن للمشاركة في جنازة القائد في حماس إبراهيم غوشة رحمه الله، أول ناطق رسمي باسم الحركة. أصحاب القرار في المملكة سمحوا بالزيارة، ولم يسمحوا باللقاءات السياسية، ولا اللقاءات الرسمية. حماس تود لقاء الملك ورئيس الوزراء، وأنصار حماس، وأعضاء التيار الإسلامي دعوا لمثل هذا اللقاء، ولكن اللقاء لم يحدث، لأنه ثمة فرق بين الرغبة والواقع.
حماس أبدت شكرها للإذن بالزيارة، وقدمت تصريحات تدافع فيه عن الأردن، وترفض الوطن البديل، وكانت تنتظر من الملك ومن رئيس الوزراء موقفا سياسيا داعما لمواقف حماس الوطنية وحقها في مقاومة الاحتلال. ما لم يأتِ الآن يأتي غدا، المهم هو طرق الخزان، حتى لا تكون كارثة الموت. الأردن في حاجة إلى حماس، وحماس في حاجة إلى الأردن، والتطورات القادمة ستجعل التلاقي معا ضرورة للطرفين.