فلسطين أون لاين

​رمضان رفح مصري بامتياز

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

انجذب السيد حسن الشقاقي (42 عامًا) إلى مدينة القاهرة الواقعة في رفح الفلسطينية، ذات المعالم الأثرية المصرية المصغرة، واصطحب عائلته لزيارة المكان الذي وصفه بـ"الرائع والجميل"، وعده "شيئًا نوعيًّا" لأول مرة يشاهده في قطاع غزة.

وفضّل الشقاقي تناول طعام الإفطار مع أفراد عائلته في المدينة السياحية الجديدة، بنكهة مصرية خالصة، كما أحب وتمنى.

وتضم المدينة الصغيرة معالم أثرية مصرية بارزة كالأهرامات، وتمثال أبو الهول، ومسجد الحسين، وبرج القاهرة، وبوظة (جروبي)، واتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري (ماسبيرو)، ودار الأوبرا المصرية، وسلسلة كافتيريات أم كلثوم.

وتقع مدينة القاهرة على ساحل بحر مدينة رفح، على مقربة من الحدود المصرية الفلسطينية (تبعد عن الأراضي المصرية نحو 400 متر).

الشقاقي بين في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه قرر زيارة المدينة فور سماعه عن وجودها.

وقال: "منذ الطفولة لدينا ارتباط روحي بمصر، وتربينا على حب مصر وتراثها الكبير كالأهرامات وأبو الهول والحسين والمناطق الأثرية الأخرى، ونتمنى زيارتها، لكن الحصار وإغلاق المعابر يجعلان هذا الأمر مستحيلًا".

وأضاف: "رؤية أمر كهذا _وإن كان مصغرًا وفي مساحة ضيقة_ إلى حد ما يشعرني بالارتباط الروحي بجمهورية مصر العربية الشقيقة"، مشيرًا إلى أنه زار مصر قبل أربع سنوات، وكانت أولى زياراته إلى المعلم الأثري الكبير الأهرامات.

وذكر الشقاقي أن زيارة الأماكن الأثرية المصرية أشعرته بعمق التاريخ.

وتابع: "لذلك عندما سمعت عن المكان أحببت زيارته، والتقطت الصور لأطفالي بجانب المعالم الأثرية المصرية المصغرة"، معربًا عن أمنياته بزيارة مصر للسياحة وقضاء أوقات جميلة متنقلًا بين معالمها الأثرية.

رونق خاص

وأكمل الشقاقي حديثه: "الأجواء الرمضانية المصرية لها رونق خاص وطعم آخر، عشت جزءًا منها بين المعالم الأثرية المصغرة هنا في رفح الفلسطينية، وأتمنى معايشتها واقعًا بين الشعب المصري وتراثه الكبير".

ولفت إلى أن الشعبين الفلسطيني والمصري إخوة تربطهم علاقات النسب والمصاهرة والإخوة والدين والعروبة، قائلًا: "درسنا المنهاج المصري ولدينا دراية بالتاريخ المصري والفرعوني، لذلك قلوبنا وعقولنا تكتنفها الشغف لمعرفته على أرض الواقع".

بدوره بين وسام مكاوي صاحب مدينة القاهرة أنه بدأ بإنشاء المدينة قبل ثلاثة أشهر، قائلًا: "نفذتها بشكل مصغر على سطح منزلي على مساحة 130 مترًا مربعة، ثم طبقتها على الأرض بمساحة 3 دونمات ضمن استراحة تضم أبرز المعالم المصرية".

ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن مدخل الاستراحة عبارة عن بوابة تجسد بوابة معبر رفح البري في الجانب المصري، لإضفاء شعور لدى الزائرين أنهم في ضيافة مصر، مشيرًا إلى أن العملة المتداولة جنيهات مصرية.

وأشار مكاوي إلى أن العمال في المدينة الصغيرة يتقنون اللهجة المصرية، حرصًا على معايشة الزوار لحياة المصريين بتفاصيلها الكاملة، مبينًا أن الهدف العام من إنشاء المدينة توثيق الروابط بين الشعبين المصري والفلسطيني، وتأكيد عمق العلاقات ومتانتها.

وذكر أن المساحة المتاحة لضيقها لم تسعفه لتجسيد معالم أخرى في المدينة، كميدان التحرير وميدان طلعت حرب وقلعة صلاح الدين وميدان رمسيس ونهر النيل.

وقال مكاوي: "تضم المدينة أيضًا شاشة عرض للبث المباشر من أبرز الشوارع المصرية والأماكن الحيوية والأسواق"، مضيفًا: "وزينت الجدران برسومات لوحات مصرية أثرية قديمة".

وتمنى للزائرين قضاء أجمل الأوقات في الاستراحة على الأنغام المصرية، خصوصًا في شهر رمضان المبارك وقت الإفطار، وبعد أداء صلاة التراويح، قائلًا: "المكان مهيأ لاستقبال الزوار في الأعياد والمناسبات السعيدة على مدار العام، إلى جانب تقديم الخدمات الأساسية كالمشروبات والطعام يوميًّا".