"المطلوب من حركة حماس حتى تكون شريكة أن تعترف رسميا وبتوقيع إسماعيل هنية بقرارات الشرعية الدولية، ودون ذلك لا حوار معها"، بهذه العبارة رد رئيس السلطة محمود عباس على وثيقة مقدمة من رجل الأعمال منيب المصري، بشأن وجود مرونة عالية من حركة "حماس"، في تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويعكس رد عباس المكتوب والموقع باسمه ارتهان السلطة وقيادتها للمجتمع الدولي وربط قرارها الداخلي به، بعيدًا عن الوحدة الوطنية، أو مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني، وثوابته الوطنية.
وعلى الرغم من أن حركة "حماس" أبدت إيجابيةً كبيرة خلال حوارات المصالحة السابقة، خاصة حوارات القاهرة، فإن عباس لا يزال يجلب العقبات ويضعها أمام تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، بدعوى الشرعية الدولية، والاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي، د. نهاد الشيخ خليل، أن رد عباس على رسالة منيب المصري، تعد شكلا من أشكال التحريض على قطاع غزة أمام العالم.
وقال الشيخ خليل في حديثه لـ"فلسطين": "عباس من خلال الرد المكتوب بشأن ضرورة اعتراف حماس بقرارات الشرعية الدولية يريد إرسال رسالة للعالم أن من يحكم غزة هم ناس خارج إطار المجتمع الدولي".
وأضاف الشيخ خليل: "في الأصل مصطلح الشرعية الدولية غير علمي، واخترعه فريق التسوية السياسية لكي يبرر اعترافه بقرار 242، الذي ينصب جوهره على الاعتراف بحق (إسرائيل) دولة في الوجود والتراجع عن حق عودة اللاجئين، والاكتفاء بالبحث عن حل لهم".
وتابع: "الرسالة تأتي ضمن ألاعيب عباس التي يجب عليه التراجع عنها لكونها تضر بالشعب الفلسطيني وتبرر الحصار المفروض على قطاع غزة، والسلوك العدواني الإسرائيلي".
وبين أن ما قام به منيب المصري ليس تطوعًا منه، بل هو موفد من عباس وليس ساعيًا بين فريقين.
وأوضح أن جميع تحركات عباس تأتي في إطار المناورات لكسب الوقت لصالح فريق السلطة، وتضييع مكاسب يمكن أن تحققها غزة.
وأضاف: "كان الأصل قبل الحوار بين فتح وحماس، أن يتم التوافق على وظيفة السلطة هل هي تعمل على خدمة الاحتلال وحفظ أمنه، أو تعمل على خدمة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه في العودة، ويجب بناء عقد اجتماعي جديد يتوافق فيه الفلسطينيون على حقوقهم وأهدافهم وطريقة اختيار قيادتهم وتداول السلطة بينهم وهو لم يحصل".
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن رئيس السلطة محمود عباس، في رده المكتوب على وثيقة منيب المصري حول المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، يعبر عما لديه من أفكار، وإيمانه باتفاق أوسلو القائم على الاعتراف بدولة الاحتلال، إضافة إلى مدى حقده.
وقال الصواف في حديثه لـ"فلسطين": "حركة حماس موقفها واضح من المصالحة، وموضوع الاعتراف بدولة الاحتلال، لذلك عباس يحاول جر الحركة إلى مربع الاعتراف بـ(إسرائيل)".
وأضاف الصواف: "إن تحريض رئيس السلطة على حركة حماس لن يجدي نفعًا، لكون الحركة ماضية في مشروعها الوطني".