فلسطين أون لاين

في قطاع غزة

حوار "الرعاية الأولية": نتوقع بلوغ موجة كورونا الثالثة ذروتها منتصف سبتمبر

...
ماهر شامية المدير العام للرعاية الأولية في وزارة الصحة بغزة (أرشيف)
غزة/ نور الدين صالح:

توقع المدير العام للرعاية الأولية في وزارة الصحة بغزة د. ماهر شامية بلوغ الموجة الثالثة لجائحة كورونا في القطاع ذروتها في منتصف سبتمبر/ أيلول، مبينًا أن خطر فيروس دلتا المتحور يكمن في اختلاف بعض الأعراض التي تظهر على المريض، على حين أكد أن جميع اللقاحات آمنة.

وقال شامية في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن أعراض فيروس دلتا المتحور قد تظهر على المُصاب بها، بحيث لا تتعلق بالجهاز التنفسي بالدرجة الأولى كما بالفيروس الأصلي، مثل الإصابة بالصداع أو هزلان عام في الجسم، وقد يكون أيضًا الإسهال والمغص.

وبيَّن أن دلتا نشيط جدًّا ويصيب كل الفئات العمرية في المجتمع، ويتميز بسرعة الانتشار، مشيرًا إلى أن أعراض الإصابة الأساسية هي ضيق التنفس والحرارة وقد يكون "دلتا" كذلك أيضًا.

وذكَّر بأن القطاع دخل في الموجة الثالثة من الجائحة، مشيرا إلى أن "المنحنى الوبائي يسير في اتجاه تصاعدي" لكن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة لإلزام المواطنين بإجراءات الوقاية، تهدف لحماية المجتمع من الإصابة بالفيروس.

وحث شامية المواطنين على الحذر واتباع سبل الوقاية خاصة في المساجد والأسواق، والأفراح وبيوت العزاء، بهدف الحفاظ على سلامتهم والوصول لمناعة المجتمع، وتفاديًا للوصول لتشديد الإجراءات كما في السابق، فالجائحة لا تزال موجودة في القطاع، على حين دخلت بعض الدول موجة رابعة.

وبيّن أن معيار قوّة الموجة يُقاس وفقًا لسرعة انتشار الفيروس، وأعداد الحالات الخطرة والحرجة التي تدخل إلى المستشفيات وتحتاج إلى أسرّة خاصة وعناية مكثفة، واصفًا الموجة الحالية بـ"الخطرة".

اللقاحات آمنة

وفيما يتعلق باللقاحات المتوفرة في قطاع غزة، أكد شامية أن جميعها "آمنة" بنسبة عالية جدًّا، وتعطي مناعة عالية للجسم، حتى في حال إصابته بعد التطعيم تكون الأعراض خفيفة.

ووفق شامية، يتوفر في قطاع غزة خمسة أنواع من اللقاحات، وهي: الروسي "سبوتنيك لايت" والصيني "سينوفارم" والأمريكي "فايزر وموديرنا"، والإنجليزي " استرازينيكا".

وأوضح أن أعداد اللقاحات المتوفرة حاليًا كافية للمواطنين، "وفي حال اقتراب نفادها لدى الوزارة إمكانية لجلب أعداد كبيرة أخرى".

وثمّن شامية، الإقبال الكبير للمواطنين على تلقي اللقاح منذ إطلاق حملة "تطعيمك أمانك" قبل أيام، معربًا عن أمله أن يستمر في ذلك، لأنه السبيل المتبقي لحماية المجتمع من هجمات "دلتا" وغيرها من الفيروسات المتحورة.

وأفاد بأن وزارته تسعى إلى تلقيح ما نسبته 70% من المجتمع في قطاع غزة، من أجل الوصول إلى ما يُسمى "المناعة المجتمعية"، منبهًا إلى أن الوزارة تسلمت 200 ألف لقاح "موديرنا" قبل أيام.

وتابع: "الوزارة مُسيطرة على الحالة الوبائية حتى الآن، وإذا استمر الأمر على حاله، لن نصل للإجراءات المشددة والإغلاقات".

وفيما يتعلق بخطط وزارة الصحة لمواجهة كورونا، أكد المدير العام للرعاية الأولية، أن الوزارة وضعت خطة تُسمى "طوارئ كورونا" من أجل التعامل مع الموجة الثالثة من كورونا التي تضرب القطاع في الفترة الراهنة.

وقال: "أخذنا خبرة كبيرة في التعامل مع فيروس كورونا في الموجات السابقة، لذلك فُعِّلت خطة الطوارئ فورًا مع دخول الموجة الثالثة"، مشيرًا إلى أن الوزارة استدعت كل الكوادر العاملة في المستشفيات.

ولفت إلى أن الوزارة فعّلت العمل بالمختبر المركزي الخاص بفحص كورونا بأقصى درجة، وعملت على تأمين أسرّة مبيت للمرضى المصابين بكل المستويات.

ووفق شامية، فإن الوزارة أصدرت تعميمًا واضحًا لكل مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات بإجراء الفحص السريع لكورونا، لكل من يشتكي من أعراض تُشبه كورونا، مع ضرورة عدم مغادرته قبل الحصول على النتيجة.

وأطلقت الوزارة ضمن خطتها الحملة المذكورة "تطعيمك أمانك" لحث المواطنين على ضرورة تلقي اللقاح، وضاعفت العمل في المراكز الصحية والمناطق العامة والمساجد، وتجاوز عدد المطعمين في القطاع 36 ألف مواطن خلال 72 ساعة، وفق إفادته.

وبيّن أن وزارة الصحة تعكف على الانتقال للجامعات والمدراس بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم منتصف الأسبوع الجاري، حيث سيُطعم الطلبة في مرحلة الثانوية.

وطمأن شامية، المواطنين بأن كل الأدوات والمستلزمات اللازمة لفحص كورونا "متوفرة"، موضحًا أنه تم التواصل مع المؤسسات الداعمة لتزويد الوزارة ببعض الأدوات التي أوشكت على النفاد أو رصيدها قليل.

وأهاب بالمجتمع إلى ضرورة التجاوب مع حملة التطعيم الواسعة، والتوجه لمراكز التطعيم لمن لم يتلقَّه حتى الآن.

وسجلت "الصحة" في غزة حالتي وفاة و727 إصابة جديدة بكورونا، بعد إجراء 2934 فحصًا مخبريًّا في 24 ساعة. ويبلغ إجمالي جرعات اللقاحات التي وصلت القطاع إلى 336300 جرعة، في حين تلقى اللقاح 181271، وفق الوزارة.

وعملت "الصحة" مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في القطاع على التوسع في فتح مراكز التطعيم لتصل إلى 32 مركزًا، ومُددت ساعات العمل لفترة مسائية في 15 مركزًا، كما شرعت الوزارة في حملات التطعيم المجتمعية في المساجد والساحات والأندية في محافظات قطاع غزة؛ لتتيح للمواطنين تلقي اللقاح بسهولة ويسر، وعملت على تدريب وتوزيع 200 كادر طبي للعمل في حملة التطعيم ضد كورونا.