نفتالي بينيت تعرض ربما للإهانة بعد تأجيل بايدن لقاءه من الخميس إلى الجمعة. نقول ربما، لأننا لا نملك كل الحقيقة. نعم اللقاء تأجل. اللقاء استغرق ٢٥ دقيقة فقط. هذا وقت قليل بعد رحلة سفر طويلة. خمس وعشرون دقيقة تكفي فقط للترحيب، ولا تكفي لمناقشة موضوعات جوهرية.
نفتالي قال إنه ذاهب للبيت الأبيض لمناقشة القضية الإيرانية، والحصول على دعم مالي وعسكري يضمن تفوق (إسرائيل) على من حولها مجتمعين. ورفع تأشيرات السفر لأمريكا، وزيادة التعاون التجاري. هذه موضوعات كبيره حملها بينيت بتفاؤل للبيت الأبيض، ولكن البيت الأبيض كان مشغولا بالدماء الأمريكية التي نزفت بغزارة في مدخل مطار كابل. الجرحى (١٢٠) والقتلى (١٣) الأمريكيين، الخسائر كبيرة كحصيلة غير متوقعة في يوم واحد. الخسارة الكبيرة ولّدت صدمة عند بايدن، والبيت الأبيض. الصدمة هزت مركز بايدن الداخلي، وألقت بظلال من التشاؤم على لقائه الخاطف مع نفتالي بينيت.
القضايا التي حملها بينيت للنقاش، يمكن أن يناقشها مع مختصين في البيت الأبيض، ولكنّ الإطار العام للّقاء يجعل نتنياهو في سعادة، وربما يعطيه ورقة لإسقاط حكومة بينيت. المهم في الأحداث أن تنظيمات صغيرة تملك أحيانا فرصا لتنغيص حياة دول كبيرة. داعش التي هُزمت في العراق والمنطقة العربية تمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الأمريكان على أرض مطار كابل، ولم تتمكن قوات أمريكية من الدفاع عن نفسها، ولجأ بايدن بعد ذلك إلى التهديد والوعيد.
لم تكن طالبان تريد ما حدث، ولكن ما حدث في كابل كان موجها لها وللأمريكان على حد سواء، لذا قد يذهب الأمريكان لاحقا لتفجير صراع شرس بين طالبان وبين تنظيم داعش، والطقس في أفغانستان موات لهذه الحرب الداخلية الشرسة، فهل تملك الجهات الأفغانية الحكمة والرؤية لمعالجة ما هو قادم؟ أفغانستان تحتاج للاستقرار والتنمية، وهي ليست في حاجة لداعش ولا للقتال معها، أو مع غيرها. أفغانستان بين خيارات صعبة، وعلى مفترق طرق.