فلسطين أون لاين

تقرير الشيخ "أبو الهيجا".. 15 عامًا من القهر والحرمان لم تنل من عزيمته

...
جنين-غزة/ نور الدين صالح:

تمر السنون وتطوي معها صفحات من الظلم والقهر اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال ضد القيادي في حركة حماس الشيخ جمال أبو الهيجا وهو يقبع خلف أسوار سجن "إيشل" في بئر السبع، الذي طال عائلته بحرمانها من زيارته لأكثر من 12 سنة مع بداية الاعتقال.

منذ أن اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ "أبو الهيجا" في السادس والعشرين من أغسطس عام 2002، بدأت بفرض قراراتها "الغليظة"، وتعميق حالة القلق التي خيّمت عليها، بحرمانها رؤيته دون أي مبرر أو مسوغ قانوني، إنما بهدف "الانتقام".

سنوات ثقيلة مرّت على العائلة التي يزداد قلقها على الشيخ "أبو الهيجا" سنة تلو الأخرى، خاصة أن إدارة سجون الاحتلال زجته في العزل الانفرادي لمدة 8 سنوات، حسب ما تروي ابنته بنان.

ومع دخول "أبو الهيجا" عامه العشرين خلف زنازين الظلم الإسرائيلية، تفتح صحيفة "فلسطين" صفحات من بطولاته وتضحياته وممارسات الاحتلال الممنهجة بحق عائلته.

"حُرمنا زيارة والدي منذ اعتقاله دون أي مبرر، وحتى عام 2014، الأمر الذي زاد من قلقنا عليه وعلى أوضاعه الصحية"، تتحدث ابنته بنان عن ظلم الاحتلال لهم في أثناء اعتقال والدها "جمال".

وبعد هذا القهر سمحت سلطات الاحتلال للعائلة بزيارة "أبو الهيجا" في شهر مايو عام 2014، وكانت أول مرة منذ اعتقاله، حملت معها الكثير من المفاجآت له، فأبناؤه كبروا وتزوجوا، تضيف بنان.

بضع زيارات فقط، حتى عاد الاحتلال لتكرار مسلسل الرفض للعائلة تحت مبرر تفشي كورونا، وغيرها من الحجج الواهية، تواصل بنان حديثها: "منذ ثلاث سنوات لم نرَ والدي"، مشيرةً إلى أنهم تلقوا تطعيم كورونا، ولكن ما زال الاحتلال يرفض زيارتهم.

سلسلة من الأحداث مرّت على الشيخ أبو الهيجا كان خلالها خلف سجون الاحتلال، أهمها استشهاد نجله حمزة ووفاة والده وليس انتهاءً بوفاة شقيقه وشقيقته قبل 5 أشهر.

لكنّ ذلك لم ينل من عزيمة الشيخ أبو الهيجا، فقد عُرف عنه القوة وأنه صاحب معنويات عالية جداً، فهو على يقين أنه سيرى النور يوماً ما، حسب ما تقّص بنان في أثناء زيارتهم له في السجن.

ولم يتوقف الأمر عند اعتقاله، فقد اعتقل الاحتلال أيضا نجليه عاصم، وعبد السلام، وابنته المحامية بنان، وزوجته التي مكثت في الاعتقال الإداري 9 أشهر عام 2003، واستشهد نجله "حمزة" في اشتباك مع جنود الاحتلال في مارس/ آذار 2014 بعد مطاردته لعدة سنوات.

وعُرف عن الشيخ "أبو الهيجا" حُبه لاستضافة الجميع من مختلف الفصائل داخل بيته، واحتضانه للمُطاردين، تقول بنان: "كان بيتنا مفتوحاً لكل المناضلين وما زلنا كذلك، ولنا الشرف أن نستقبلهم".

وتتهم سلطات الاحتلال أبو الهيجا بأنه كان من قيادات العمل العسكري في مخيم جنين إبان الاجتياح، حيث يتهم بأنه شارك في توجيه عدد من العمليات الفدائية التي نفذت ضد أهداف إسرائيلية، خاصة عملية صفد التي قتل فيها سبعة إسرائيليين.

وحُكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات بذريعة قيادة كتائب القسام، وقيادة العمل العسكري في مخيم جنين إبان الاجتياح، وتوجيه عدد من العمليات الفدائية.

 

المصدر / فلسطين أون لاين