فلسطين أون لاين

خاص غضب في صفوف المواطنين.. أوقاف السلطة تحول وقفًا إسلاميًّا لمكان للرقص والخمور

...
بيت لحم-غزة/ محمد أبو شحمة:

أثار تأجير وزارة الأوقاف التابعة للسلطة في مدينة بيت لحم، منطقة برك سليمان، لشركة خاصة، وتحويلها إلى مكان لإقامة احتفالات مخلة بالآداب، وشرب الخمور، وطمس أحد المساجد القديمة في المنطقة، حالة غضب بين صفوف المواطنين.

ويتهم مواطنون السلطة بالتفريط وتدنيس مكان مسجل كوقف إسلامي وتحويله إلى مكان للفجور وإقامة الحفلات الماجنة على أرض برك سليمان التاريخية، وانتهاك المقدسات الإسلامية بهدف جمع المال.

ويؤكد مواطنون ونشطاء أن ما حدث سابقًا في مقام النبي موسى شرق مدينة القدس المحتلة، من تورط السلطة بتأجير المقام لإقامة حفلات موسيقية في مكان ديني وتاريخي، يحدث في برك سليمان من جديد.

وتزيد مساحة برك سليمان الثلاث جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة على 30 ألف متر مربع، وتحيط بها مساحة مماثلة من المحميات الطبيعية، وتمثل مصدرًا للماء على مدار التاريخ لمدينة القدس، من خلال بناء هندسي وشبكة مائية معقدة لم يُكتشف كثير من خباياها حتى اليوم.

وتفيد الدراسات والأبحاث بأن أقدم إرث في برك سليمان يعود للفترة الرومانية، في حين تثبت تدخلات بشرية أنها موجودة قبل الميلاد، وأنها نتاج تعاقب عدة عصور.

الناشط محمد عايش أكد أن برك سليمان أرض وقفية، فيها قلعة السلطان مراد، وبداخلها مسجد تاريخي قديم تم بناؤه لحماية الحجاج والتجار في المنطقة، وكانت البرك لتزويد مدينة القدس والمسجد الأقصى بالمياه.

وقال عايش في حديثه لصحيفة "فلسطين": إن السلطة ممثلة بوزارة الأوقاف أجَّرت أرض الوقف إلى شركة خاصة، وهي بدورها بدأت في تنظيم حفلات ماجنة ودون إعلان، لتجنب غضب المواطنين، وفي الحفلات يتم شرب الخمور، وارتكاب مخالفات شرعية.

وبين أن الشركة الخاصة التي استأجرت برك سليمان من وزارة الأوقاف طمست المسجد الموجود داخل القلعة التاريخية، وأنهت أي آثار له، وأقامت عليه حفلات ساقطة، مردفًا أن هناك حديثًا عن أن أراضي البرك سيتم تسريبها لصالح المستوطنين وجمعيات استيطانية، أو الاستيلاء عليها من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لذلك تحرك أهالي قرية "ارطاس" القريبة لدفع ذلك.

وأوضح أن السلطة ترفض إظهار العقد الموقع مع الشركة الخاصة للمواطنين أو أي جهة أخرى، وتعتبره سرًّا، لذلك طالب الأهالي بالاطلاع على العقد المبرم، وفتح قلعة مراد لتكون مزارًا تاريخيًّا مفتوحًا للجميع، وإعادة تهيئة مسجد القلعة للصلاة فيه.

وشدد على ضرورة كشف حقيقة التنقيبات في برك سليمان، ومحاسبة كل المتورطين في الإساءة للوقف واستغلاله في نشر الفساد.

بدوره، أكد الناشط خليل الصوافي أن هناك إجماعًا من أهالي قرية "ارطاس" القريبة من برك سليمان على رفض وضع اليد الحاصل على الوقف الإسلامي الكبير، وطمس معالم مسجد قلعة مراد، وتحويل المكان لحانة خمر ورقص.

وقال الصوافي في حديثه لـ"فلسطين": "نعمل مع كل الأحرار لرفع صوتنا عاليًا، لاسترداد هذا الوقف الإسلامي، فأهالي محافظة بيت لحم هم خط الدفاع الأول عنه، تمامًا كما أن أهل القدس والخليل هم خط الدفاع الأول عن المسجدين الأقصى والإبراهيمي".

وبين أن الوقف الإسلامي لأراضي برك سليمان مهدد بالتسريب للمستوطنين، إذ يُقتحم باستمرار تمهيدًا لسرقة الأراضي والاستيلاء عليها، مؤكدًا أن شباب القرية مستمرون في حراكهم لإعادة الوقف الإسلامي إلى طبيعته.

المصدر / فلسطين أون لاين