فلسطين أون لاين

خلال مشاركته في فعالية وسط رام الله

تقرير كيف تعامل أمن السلطة مع المحرر ماهر الأخرس؟

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

ما إن اقترب المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي ماهر الأخرس، من دوار المنارة في مدينة رام الله، حتى فوجئ باثنين يسألانه عن اسمه والمكان الذي في طريقه إليه، وعندها كان رده: من أنتم لتسألوني هكذا؟

مساء السبت الماضي، كان الأخرس وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي ذاهب لفعالية للمطالبة بتحقيق العدالة من قتلة المعارض السياسي الشهيد نزار بنات.

لكن قبل وصوله إلى الميدان الذي يقع وسط مدينة رام الله، اعترضه اثنان من أفراد أجهزة أمن السلطة عند مجمع التاكسيات، يرتديان الزي المدني، وعندما رفض الرد على سؤالهما، شتماه وحاولا اقتياده لمركبة خاصة بهم، قبل أن يساعدهم أفراد آخرين من مباحث جهاز الشرطة التابع للسلطة في اعتقاله.

وأضاف الأخرس: أن أفراد أمن السلطة (مباحث جهاز الشرطة) الذين كانوا بلباس مدني، رفضوا التعريف بأنفسهم وحاولت التخلص منهم لكنني لم أتمكن أمام تزايد أعدادهم والاعتداء عليَّ بقوة في جميع أنحاء جسدي.

وتابع: "بعد الاعتداء الذي تعرضت له تم اعتقالي وأنا في حالة سيئة وأصبت بحالة إغماء، ووجدت نفسي صباح اليوم التالي ملقى في السجن".

وأوضح أن أمن السلطة اعتقله في تمام الساعة السادسة مساء يوم السبت الماضي، 21 آب/ أغسطس الماضي، وأفرج عنه بعد 24 ساعة بالضبط.
 

E9U4-V1WQAot6_C.jpg

وبين أن الهدف وراء ذهابه لدوار المنارة، المشاركة في تنظيم وقفة احتجاجية ضد قمع الحريات العامة في الضفة، وللمطالبة بمحاكمة قاتلي الناشط بنات.

وأشار إلى أن انتشار أجهزة أمن السلطة كان كثيفًا جدًا في محيط دوار المنارة، وأنهم استبقوا الفعالية باعتقال 25 شخصية اجتماعية وقيادية ووطنية وأكاديمية.

واغتالت قوة من أمن السلطة المعارض السياسي نزار بنات، فجر الـ 24 من يونيو/ حزيران الماضي، بعد اقتحام منزل في الخليل جنوبي الضفة الغربية، وانهالت عليه بالضرب قبل اعتقاله ومن ثم إعلان استشهاده.

وعدَّ غسان بنات شقيق الشهيد نزار، انتهاكات أجهزة أمن السلطة وممارستها بحق المواطنين والمتظاهرين وعدد من المثقفين والأكاديميين والشخصيات البارزة المتعاطفة مع قضية شقيقه الراحل، تأكيد عسكرة النظام السياسي للضفة الغربية وانهيار هذا النظام ومعه السلطة التنفيذية المتمثلة بحكومة رام الله برئاسة محمد اشتية.

وأكد غسان في تصريح لـ"فلسطين"، أن الحكم في الضفة "أصبح للأجهزة الأمنية دون أي سقف سياسي أو حريات أو حقوق للإنسان"، مضيفًا "لذلك ما يحصل من قمع في الشارع ناتج عن إحكام القبضة الحديدية على رام الله العاصمة السياسية للسلطة".

ونبَّه إلى أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال اعتقال قامات وطنية وشخصيات أكاديمية وممثلين عن الفصائل مثل ماهر الأخرس والشيخ عدنان خضر، وعضو المجلس البلدي لبلدية رام الله والبيرة عمر عساف، وغيرهم من الشخصيات الوازنة، وعددها 25 شخصية وطنية وسياسية وأكاديمية منهم سيدات.

وبيّن أن غالبية المعتقلين يمثلون قوائم انتخابية حصلت على حسن سير وسلوك، وبراءة ذمة، ولذلك يحق لها ما لا يحق لغيرها فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي خاصة ما يتعلق بالقضايا السياسية.

وبينما ندد غسان بانتهاكات أمن السلطة، استنكر مجددًا عدم سماح أجهزة السلطة لإقامة حفل تأبين للشهيد بنات.