شهدت العيادات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إقبالاً ملحوظاً من المواطنين على تلقي لقاح كورونا، وذلك بعد دخول القطاع في الموجة الثالثة، من جائحة فيروس كورونا، وتصاعد أعداد المصابين، واكتشاف إصابات بالمتحور "دلتا".
وكانت المراكز الصحية بدأت باستقبال المئات من المواطنين الراغبين بالحصول على التطعيم؛ ما تسبب في حصول حالة من الزحام والتأخر في الحصول على التطعيم.
السيدة الأربعينية ابتسام حرز خرجت من غرفة تلقي التطعيم في أحد المراكز الصحية في مدينة غزة لتؤكد أنها لبت دعوة وزارة الصحة على أخذ التطعيم، خوفاً على نفسها وعلى أفراد أسرتها، خاصة أن المتحور الجديد سريع الانتشار.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "أصيب زوجي في بداية دخول الفيروس إلى القطاع ولم يُصَب أحد منا رغم مخالطته، ولكن هذا لا يمنع من أن نصاب مرة أخرى بالمتحور الجديد"، لافتةً إلى أنها كانت تريد أخذ اللقاح في وقت سابق ولكن لم تجد من يشجعها.
وأضافت: "بعد صدور فتوى شرعية بأن من لا يأخذ اللقاح يحمل إثماً، خاصة إذا أصيب ونقل العدوى لغيره، فهنا وجدت نفسي أرفض أن أتحمل هذا الإثم، خاصة أن مكان أخذ اللقاح ليس بعيداً عن بيتي، وعليه لا يوجد مبرر لعدم أخذ اللقاح".
تحذيرات الصحة
السيد محمد علوان (41 عاماً) ويعمل سائقاً في مدينة غزة، أوضح أن عمله يفرض عليه الاختلاط بجمهور كبير في القطاع، ورغم أنه يأخذ كل احتياطاته من تعقيم وتباعد وارتداء للكمامة الطبية فإن تحذيرات وزارة الصحة الأخيرة دفعته إلى التوجه لأخذ اللقاح بأسرع ما يمكن.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "تحذيرات وزارة الصحة الأخيرة جعلتني أخاف على عائلتي وأطفالي الصغار والكبار، لذلك يجب أن آخذ احتياطاتي سواء بتلقي التطعيم أو الاستمرار في ارتداء الكمامة والتعقيم في كل مكان".
واشتكى علوان من الزحام الكبير الذي واجهه في تسجيل اسمه للتطعيم، والذي أخذ من وقته ما يزيد على ثلاث ساعات لتسجيل اسمه فقط، بسبب قلة أعداد الموظفين المخصصين لاستقبال المواطنين الراغبين بالتسجيل لأخذ التطعيم.
أما السيدة هبة النديم فبينت أنها لم تصب بفيروس كورونا في وقت سابق، وبسبب ظروف زوجها في العمل بإحدى الشركات الخاصة، التي اشترطت عليه أخذ اللقاح، فهذا شجعها هي الأخرى على أخذه دون أي تردد.
ولفتت خلال حديثها لـ"فلسطين" إلى أن دعوات وزارة الصحة والأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة بأن تشجعها أيضاً على أخذ اللقاح هي وأبناءها وأقاربها، مؤكدة أنها تشجع مقولة "الوقاية خير من قنطار علاج" وأن التطعيم متوفر ومجاني، فلا يوجد أي مانع من أخذه.
وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل عدة أيام أن القطاع يعيش بالفعل الموجة الثالثة من فيروس كورونا، وأن الفحوصات الطبية أثبتت وجود متحور دلتا لفيروس كورونا في القطاع، متوقعةً أن تكون هذه الموجة عنيفة لعدم التزام المواطنين إجراءات الوقاية والسلامة، وهذا خطر فادح وخطِر.
في السياق ذاته، اتخذت الوزارة جملة من الإجراءات للحفاظ على سلامة المؤسسات الصحية، ومأمونية تقديم الخدمات للمواطنين تتمثل في وقف الزيارات للمرضى تمامًا إلا للضرورة القصوى والسماح بمرافق واحد فقط، ووقف العمليات غير الطارئة والمجدولة.
وشددت على ضرورة إلزام كل المترددين على المؤسسات الصحية ارتداء الكمامة، مؤكدةً إلزام كل المواطنين بإبراز بطاقة التطعيم قبل تلقي خدمات العمليات غير الطارئة والإجراءات التداخلية كعمليات المناظير والقسطرة القلبية وغيرها.
وأكدت الصحة إلزام جميع مقدمي الخدمات والمهن والحرف والأعمال والوظائف التي لها علاقة مباشرة بالجمهور بتلقي اللقاح شرطًا للاستمرار في أعمالهم.