لا يوجد أي مبرر لحصار غزة فضلًا عن تشديده عليها وخاصة من قبل أطراف عربية أو فلسطينية، العداء الإسرائيلي للفلسطينيين عداء معلن وظاهر، وإسرائيل دولة إرهابية بامتياز ولا يجوز اعتبارها "حمامة سلام" أو واحدة ديمقراطية واعتبار مقاومتها جريمة، أي انحراف باتجاه تجريم المقاومة الفلسطينية والاصطفاف إلى جانب العدو الإسرائيلي لن يكتب له الاستمرار؛ لأنه انحراف مخالف لسنن الحياة ومخالف لإرادة الشعوب العربية والإسلامية، والأصل أن يكون أيضًا مخالفًا للقوانين الإنسانية التي يحتكم إليها المجتمع الدولي، ولكننا لا نركن كثيرا إلى مجتمع دولي يسيطر عليها المتطرفون والإرهابيون أمثال ترامب وبوتين وغيرهما من الإرهابيين الدوليين.
مما يؤلم أكثر هو ما تفعله منظمة التحرير والتي تطالب حماس بالعودة إلى بيت الشرعية أو أنها ستستمر في اتخاذ إجراءات تصعيدية، ليس هناك ما يبرر اتخاذ الفلسطيني لأي إجراء ضد أخيه الفلسطيني في ظل حصار إسرائيلي للقطاع. المعادلة معيبة وغير مقبولة بغض النظر عن الذرائع والحجج التي يقدمها طرف ضد آخر, فحياة الناس في غزة لا تقبل المزيد من المناكفات والنزاعات الحزبية، ولا يظن طرف أن الأوضاع الإقليمية مواتية لتحقيق إنجازات على حساب غزة وأهلها، أعتقد أن الجميع يعيش حالة من السراب والوهم الذي صنعه الرئيس الأمريكي أثناء زيارته للمنطقة، وسرعان ما سيكتشف جميع العرب والفلسطينيين أنهم خسروا وكسبت إسرائيل وحدها.
المقاومة ستظل شوكة في حلق العدو الإسرائيلي وفي حلق كل من يسعى إلى الهرولة في أحضانه، إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة ومن سلاح أمريكي لم تستطع أن تهزم المقاومة بل على العكس فالمقاومة حاليًا أقوى أضعاف المرات عما كانت عليه في آخر مواجهة مع العدو الإسرائيلي، وأي محاولة عربية لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية ستبوء حتمًا بالفشل الذريع، ونتمنى على العرب أن يقدروا دور المقاومة الفلسطينية في الذود عنهم وعن حدودهم وأن يقدروا أنه لولا المقاومة الفلسطينية لاستباحت إسرائيل حدود دول عربية كثيرة، وكذلك على إسرائيل والمجتمع الغربي وبعض الدول العربية ألا يختبروا صبر الفلسطينيين والمقاومة في غزة أكثر مما هو محتمل.