قلنا قديمًا ونكرر ما قلناه اليوم بأن الدبلوماسية الفلسطينية دبلوماسية فاشلة في عرض القضية الفلسطينية، وفي المحافظة على الدول المؤيدة للحقوق الفلسطينية.
فشلنا في الهند، وفشلنا في البرازيل، وغيرهما من المواقع، واليوم يصدمنا فشل آخر من دولة اليونان، التي حظيت تاريخيًّا بتأييد القيادة الفلسطينية، وكانت القيادة الفلسطينية والقيادة العربية تقف إلى جانب اليونان على حساب تركيا، ولا سيما في المسألة القبرصية! نحن نقف معهم وهم يقفون ضدنا!!
وزير خارجية اليونان في زيارة لدولة الاحتلال، وقف الوزير أمس على أثر مظاهرات (ملكة) وقصف الاحتلال لغزة، فقال: إن (لإسرائيل) الحق في الدفاع عن نفسها! اليونان تعلم جيدًا أن (إسرائيل) تحتل الأراضي العربية، وتحاصر غزة، وتدرك أن القانون الدولي هو ضد الاحتلال، ومع ذلك تعتبر أنه من حق الاحتلال قصف غزة، ولو أنصف وزير خارجية اليونان بلده وتاريخ العلاقة مع منظمة التحرير، والدول العربية، ومع ياسر عرفات، لقال إن من حق الفلسطيني مقاومة الاحتلال، ويجب على الاحتلال أن يوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني!
الموقف اليوناني الأخير موقف غير موزون، ومؤسف، وهو موقف فيه انحياز فاضح للمحتل، وتجاهل لتاريخ العلاقة الفلسطينية العربية مع اليونان، فهل كانت القيادة الفلسطينية مخطئة في تأييدها لليونان تاريخيًّا؟! أم أن القيادة الحالية فشلت في المحافظة على الموقف اليوناني؟! أم أن الأمر يرجع لنجاح دولة الاحتلال في تسويق رؤيتها في اليونان وغيرها من دول العالم؟! وهل يصح قول القائل إن هذا التراجع يرجع إلى هرولة بلاد عربية للتطبيع مع دولة الاحتلال؟! الموضوع يحتاج لبيان من السلطة الفلسطينية والمنظمة؟!
وزير خارجية اليونان يمثل سياسة بلاده، وهو يلتزم محددات الدولة في تصريحاته، ومن الواجب علينا فلسطينيًّا في هذه المسألة أن نقدم احتجاجًا للحكومة اليونانية برفض هذا التصريح المعادي للحقوق الفلسطينية الثابتة دوليًّا! هذا الاحتجاج هو أقل الواجب فلسطينيًّا!