هذا ما قاله صحفي صهيوني في موقع والا العبري معلقًا على التوصل لاتفاق على كيفية دخول المنحة القطرية لمستحقيها في قطاع غزة، وقال موجها كلامه لجماهير الاحتلال: "يؤسفني أن أخيب آمالكم، لقد ضيع بينت من يده معادلة الأسرى والمفقودين مقابل إعادة إعمار غزة".
ومن جهته قال رئيس حزب الصهيونية الدينية: "لا سبيل أمام بينت للاستمرار كرئيس حكومة دون المزيد من الاستسلام أمام غزة".
في حين قال غال بيرغر لقناة كان العبرية: "كل التنازلات التي رفضت حكومة بينت منحها لحماس تعود إليها شيئا فشيئا".
هذه التعليقات من كبار الساسة والصحفيين الصهاينة لا تدع مجالا للشك بأن شعبنا الفلسطيني بمقاومته يمثل رقما صعبا أمام المؤامرات والمخططات التي تريد لشعبنا أن يخضع لدولة الاحتلال، وأيضا تشير إلى حالة التشتت وعدم وضوح الرؤية في التعامل مع شعبنا ومقاومته، بل تؤكد أن هناك حالة من اللاوعي الصهيوني في فهم تركيبة شعبنا الذي لا يمكن أن يخضع أو يتنازل.
هذه التركيبة المعجونة بالإيمان بالله أولا ثم بالصبر والجلد والعناد وعدم الانكسار وأيضا بالفهم والدراية بسياسة العدو ومخططاته جعلت شعبنا وتحديدا في غزة قادرا على مواجهة أكبر مخطط تعرض له في أعوام 2007 و 2008 فقد واجه حصارا لا مثيل له لدرجة أنك لم تكن تجد الإبرة في غزة، حصارا عاد بنا إلى 50 سنة إلى الوراء، وفوق ذلك تعرضت غزة إلى حرب مدمرة في ديسمبر 2008 استمرت لأكثر من 20 يوما، حرب دمرت كل شيء في غزة إلا أنها صمدت وتحدت وقاومت، ولم تستطع حكومة العدو أن تأخذ شيئا لا جنديها شاليط ولا تنازلا ولا اعترافا، ورغم ذلك استطاعت فكفكة حصارها، وبصبرها وثباتها تمكنت المقاومة بعد أقل من عامين من الحصار والحرب من تنفيذ صفقة وفاء الأحرار التي أفرج بموجبها عن أكثر من ألف أسير وأسيرة مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط.
هي رسالة لذاك البنيت رئيس حكومة الاحتلال بأن لا تتورط مع غزة ومقاومتها ولا تخطئ التقدير، وكما قال الدكتور محمود الزهار لبينت: إن حكومتك غير واعية وعليها أن تعلم بأن استمرار الحصار والتضييق على غزة سترى آثاره في العمق الصهيوني، وعليك أن تأخذ العظة من سلفك نتنياهو الذي حاول أن يضغط على غزة بعد معركة العصف المأكول عام 2014 وحاول أن يفرض قيودا على حركة المعابر وإعادة الإعمار ولكنه لم يصمد أمام شعبنا ومقاومته واستطاعت غزة أن تبني ما دمره جيشه المجرم، وفي عام 2018 انطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار بتوافق وطني غير مسبوق وكان من ثمارها المنحة القطرية التي وفرت الكهرباء إلى حد كبير و خصصت لمئة ألف من أهلنا مخصصات مالية.
تأتي حكومة بنيت تستعرض قوتها وتدعي بأنها تختلف عن سابقاتها ولن تخضع لشعبنا ولكنها سرعان ما خضعت، وقال ساستها مرغمين: نأسف لخيبة الأمل.