اليوم يعود طلبة فلسطين إلى مدارسهم. طلبة القدس والضفة وغزة يعودن إلى التعليم الوجاهي. التعليم الوجاهي هو الأصل. العودة للأصل جاءت بعد انقطاع طويلة. في فترة الانقطاع حصل الطلبة على تعليم عن بعد. في التعليم عن بعد فقد طلبة فلسطين جزءًا مهمًّا من العلم والمعرفة، كما فقده غيرهم في بلاد العالم. الفاقد في مرحلة التأسيس قد يضر بالمستقبل لذا وجب الاستدراك.
والعودة للأصل هو استدراك وبناء. الاستدراك للفاقد، والبناء للمستقبل. وحتى تتم عمليتا الاستدراك والبناء بنجاح يجدر بالمدارس أن تلتزم معايير الوقاية اللازمة من متحور كورونا (دلتا) الذي وصفته مصادر طبية بأنه سريع الانتشار، وأنه شرس وصعب.
الجهات الصحية في فلسطين قالت في نشرتها إن متحور (دلتا) موجود في كل محافظات الضفة. والصحة في غزة لم تقُل بوجوده ولم تنفِ أيضًا وجوده، لذا يجدر بالمدارس وبالمواطنين التعامل مع الحالة وكأنه موجود.
الوقاية خير من العلاج، ومن الوقاية التعامل مع متحور دلتا على أنه موجود، ومنها أيضًا الالتزام الدقيق ببرنامج الوقاية كما نشرت تفاصيله وزارة الصحة، ومن عناصره التطعيم، ويجدر إلزام المدرسين، وطلاب الجامعات أيضا بالتطعيم، ولبس الكمامة، والتباعد الجسدي، ومطهر اليدين، وترك السلام والاحتضان، وتقليل التجمعات في المدارس وفي أثناء الانصراف منها، والحذر في ركوب المواصلات الجماعية.
فلسطين في حاجة الآن لسنة كاملة من التعليم الوجاهي لأسباب بنائية علمية وفنية والمحافظة على جيل التأسيس بتزويده بحقوقه العلمية والمعرفية، وهذا يتطلب عدم الإغلاق المبكر للمدارس، ويتطلب تعاون جميع الجهات لإنجاح التعليم الوجاهي الذي نبدؤه تحت خطر حقيقي من عودة كورونا للتفشي والانتشار.
وفي ظني أن للآباء والأمهات دور مهم في مساعدة المدرسة للبقاء في التعليم الوجاهي المدة الكافية من خلال متابعة أبنائهم وإلزامهم إجراءات الوقاية، وإذا ما قاموا بوجباتهم ضمنوا لأبنائهم تعليمًا جيدًا، ولبيوتهم راحة من التعليم عن بعد الذي أتعبهم وأمرضهم.
إن نجاح العودة الحقيقية للتعليم الوجاهي يرتبط كاملًا بنجاح المجتمع الفلسطيني نفسه، فإذا ما قرر المجتمع النجاح فإن الفوز بتعليم وجاهي سيكون بين يدي المجتمع، وطلبة العلم في كل المستويات الدراسية. وإلا فلا. كل عام وطلبتنا بخير، كل عام ومدارسنا بخير، ورفع الله عنا وعن بلادنا الوباء والبلاء.