فلسطين أون لاين

تقرير فصائل تُحذِّر من استمرار الحصار وتطالب الوسطاء بالتدخل "قبل الانفجار"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

حذرت فصائل فلسطينية من أن المقاومة لن تصمت أو تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، ومواصلته فرض الحصار على قطاع غزة منذ 15 عاما، ومنع إدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار، ما ينذر بانفجار الأوضاع.

وطالبت الفصائل في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" الوسطاء بالتدخل والضغط على الاحتلال، للتراجع عن سياساته العنصرية تجاه القطاع، حتى لا تنفجر الأوضاع في وجهه، مؤكدة أن "صبر المقاومة ينفد".

المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي أكد أن المقاومة لن تسمح باستمرار فرض الحصار على غزة، وتعطيل كل مناحي الحياة وعجلة الاقتصاد والتنمية، أو تغيير قواعد الاشتباك التي فرضتها معركة "سيف القدس"، واستمرار سياسة المماطلة والمراوغة بعدم إعادة الإعمار، وتشديد الحصار.

وحمّل سلمي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المتردية في القطاع، وما ستؤول إليه المرحلة القريبة القادمة، مطالبا الجميع وتحديدا الوسطاء بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لرفع حصاره عن غزة.

وأشار إلى وجود مشاورات لدى الفصائل على أعلى مستوى لإجبار الاحتلال على تنفيذ مطالب الشعب الفلسطيني وما تم التوافق عليه برعاية مصرية، مضيفاً: "هناك وعود من الوسيط المصري وننتظر التنفيذ".

وبشأن التسهيلات المزعومة التي أقرها الاحتلال مؤخرا، بيّن سلمي، أنها لا تلبي مطالب شعبنا، فهو يواصل سياسة الحصار وعدم إدخال المتطلبات الأساسية لإعادة الإعمار وغيرها من المستلزمات.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسامة الحج رفضه سياسة الاحتلال القائمة على مساومة الشعب الفلسطيني بحقوقه الاقتصادية والمعيشية، عبر تشديد الحصار واستمرار إغلاق المعابر.

وقال الحج إن الاحتلال يحاول الضغط على شعبنا وفرض الشروط التي لم يستطع فرضها عليه خلال معركة "سيف القدس"، مشيراً إلى أنه فشل في المعركة ويحاول تشديد الحصار الآن.

وأضاف أن كل قوى المقاومة لن تنتظر طويلا في ظل هذا الحصار الجائر والممارسات الإسرائيلية، وستكون لديها وسائل من أجل انتزاع حقوق شعبنا في الحرية والعيش حياة كريمة، مجددا التأكيد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية على أساس برنامج وطني مشترك، كي يتسنى لشعبنا تحدي الاحتلال ومواجهة سياساته، خاصة بعد معركة "سيف القدس" وما حققته المقاومة من إنجازات عظيمة.

وطالب الحج الوسطاء بالضغط على الاحتلال لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفتح المعابر بشكل كامل وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة، وفضح جرائمه ضد شعبنا، داعيا الأمم المتحدة للتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين تجاه قطاع غزة الذي يعاني حصارا إسرائيليا منذ سنوات طويلة.

مماطلة وتسويف

وأكد المتحدث باسم حركة الأحرار ياسر خلف رفضه استمرار مماطلة الاحتلال وتسويفه في تنفيذ إجراءات كسر الحصار، محملا إياه تداعيات هذا الأمر.

وقال خلف إن المقاومة لديها الكثير من أدوات الضغط التي تجبر الاحتلال على الرضوخ وهي جاهزة لكل السيناريوهات، وعليه ألا يفهم صبر المقاومة ضعفًا، فهي بحكمتها وإدارتها السليمة للصراع تعطي الوسطاء الفرصة الكاملة ليتحركوا ويضغطوا على الاحتلال لتنفيذ تفاهمات كسر الحصار.

وأضاف أن المقاومة لن تقبل بموت أبناء شعبنا في صمت من جراء استمرار مماطلة الاحتلال وتحكمه بالمعابر وبتشديد الحصار، مشددًا على أن استمرار تهربه سيولد الانفجار، وأن على الوسطاء تدارك الأمور حتى لا تنزلق نحو الانفجار الذي يتحمل تداعياته الاحتلال.

ولفت إلى أن الفصائل ستعقد لقاء وطنيا قريبا لوضع تصور موحد للتعامل مع مماطلة الاحتلال، منبها إلى أن "كل الخيارات مفتوحة".

وبشأن التسهيلات المزعومة التي أقرّها الاحتلال مؤخرا، علّق خلف بقوله إن الاحتلال يريد ذر الرماد في العيون، وكسب المزيد من الوقت لتشديد حصار غزة، وتأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة، وفي الوقت نفسه لا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف أمام شعبه.