فلسطين أون لاين

شبكات التواصل تظهر تراجع القدرات الإسرائيلية أمام المقاومة

بالتزامن مع العدوان العسكري الذي شنه جيش الاحتلال على غزة في مايو الماضي، تواجه (إسرائيل) تحديًا كبيرًا فيما باتت تسمى "الساحة الرقمية"، إذ اندلعت معركة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، عكست ما يجري في قطاع غزة وفي المدن العربية في الداخل المحتل، أمام جمهور متنوع: إسرائيلي، وفلسطيني، وعربي، وعالمي.

من آثار هذه المعركة التكنولوجية والرقمية زيادة مشاعر الخوف من المقاومة لدى الإسرائيليين، والتأثير في الرأي العام العالمي ضد (إسرائيل)، بجانب تصاعد معاداتها في العالم، وإثارة الانتقادات لها في الساحتين المحلية والعالمية.

وهكذا وجدت (إسرائيل) نفسها أمام معركة رقمية في الشبكات الاجتماعية في وقت واحد عبر مجموعة متنوعة من القنوات والمنصات، تتغير بمرور الوقت في ضوء التطورات التكنولوجية، ومن أهمها: (فيس بوك، وتويتر، وواتس آب، وإنستغرام، وتيليغرام)، وأخيرًا (تيك توك)، الذي رسم مستخدموه خريطة فلسطين على وجوههم.

وعلى حين شكلت غزة ساحة المواجهة الرئيسة بين الاحتلال والمقاومة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر المتحدث باسم جيش الاحتلال والناطق العسكري باسم المقاومة، وعمل الاثنان على شبكات اجتماعية عديدة، وبلغات عدة: العبرية والعربية والإنجليزية والروسية، أمام جمهور مختلف.

ظهر واضحًا أن المتحدث الإسرائيلي اشتملت تغريداته على توجيهات للجبهة الداخلية تستهدف الإسرائيليين، وتقارير عن اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة في المقاومة، وتدمير أنفاق في غزة، بهدف زيادة الدعم الشعبي لـ(إسرائيل) في أنشطتها العسكرية ضد حماس، وتحسين وعي الجبهة الداخلية، بجانب نقل رسائل للجمهور الفلسطيني في غزة عن الأضرار التي لحقت بالمقاومة، لزيادة انتقادهم لها.

لقد حظيت حرب غزة والمدن العربية في الداخل المحتل بانتشار واسع في العالم العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمتها حماس ساحة نفوذ مركزية لنقل الرواية الفلسطينية للجمهور العالمي لتصوير (إسرائيل) أنها مهزوزة، ما أثر في صورتها في العالم في أثناء الحرب، وزعزع الشرعية الدولية لاستمرارها.

على حين شكلت منصة (تيك توك) جزءًا رئيسًا من حملة التأثير الفلسطيني المصممة التي خدمتهم أمام الجماهير العربية والعالمية، ووصلت مقاطع الفيديو إلى الجمهور الإسرائيلي، بهدف إثارة المعنويات خلال أيام الحرب.

بلغة الأرقام تؤكد الدراسة أن "مقاطع الفيديو التي حملت هاشتاغ "غزة تحت الهجوم" وصلت إلى أكثر من 325 مليون مشاهدة خلال الحرب، مقارنة بالفيديوهات التي تحمل هاشتاغ "(إسرائيل) تتعرض للهجوم"، إذ وصلت إلى 20 مليون مشاهدة فقط.

في الوقت ذاته حدثت زيادة ملحوظة في متابعة شبكات التواصل الإسرائيلية إذ وصلت إلى نصف مليار متصفّح في أيام الحرب العشرة، مقابل 1.3 مليار متصفّح في العام الكامل، وبلغ عدد مشاهدي قنوات الناطق العسكري 360 مليون مشاهدة، ونصف مليون متابع جديد خلال الحرب.