في الولايات المتحدة الأمريكية منظيمة (أباك) اليهودية الصهيونية تجمع تبرعات كبيرة لصالح (إسرائيل) ولصالح المستوطنات الصهيونية في الضفة والقدس. منظمة أيباك تعلن وبصراحة دعمها السياسي والمالي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تفتخر بنجاحاتها وبالأرقام المالية العالية التي تجمعها من المؤسسات الأمريكية ومن المواطنين الأمريكيين. منظمة أيباك منظمة أمريكية تعمل لصالح دولة خارجية هي (إسرائيل).
هذا العمل لم يتعرض يومًا لانتقادات أمريكية ولا لعوائق أمريكية، بل يحظى العاملون في أيباك باحترام قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكل مرشح أمريكي للرئاسة يحرص على زيارة مقر أيباك ومخاطبة أعضاء المؤسسة. لم تقل أمريكا النصرانية لأيباك اليهودية أنتم تهددون أمن الدولة، وتعملون لصالح دولة خارجية، ولم تحظر عليهم جمع التبرعات، ولم تعتقل أحدا منهم.
الدولة السعودية دولة مسلمة، وشعبها مسلم، والمقاومة الفلسطينية بنت شعب مسلم وتعمل للإسلام ولتحرير المسجد الأقصى توأم الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ومع ذلك فإن الدولة المسلم تقول لعناصر فلسطينية مسلمة أنتم تعملون لصالح جهات خارجية، وأنتم تهددون أمن المملكة، وتصدر عليهم أحكاما قاسية وصلت إلى اثنين وعشرين عاما سجنًا مع التنفيذ.
من أولى بالعمل للصالح: أيباك وأمريكا، أم المملكة وقادتها؟ من يقوم على خدمة الحرمين الشريفين يجدر به أن يقوم على خدمة أولى القبلتين، وأول خدمة له هو تحريره من الاحتلال، أو مساعدة من يعملون على تحريره من الاحتلال، المملكة أولى بالعمل الصالح من أيباك.
وكما أن القضية الفلسطينية قضية إسلام، فهي أيضا قضية عروبة، ولكن هي إسلامية عربية حين يكون الكل الإسلامي والعربي يقر ويعترف بها قضية لهم وأن العمل لها واجب شرعي وقومي عربي.
حين يعرض العربي والمسلم عن هذه المفاهيم تبقى فلسطين هي قضية الفلسطيني يعمل لها حتى لو تنكرت لعمله لها قيادات عربية وإسلامية. إن تخلي القيادة العربية عن تحرير الأقصى، أو عن دعم الفلسطيني المقاوم، لا ينبغي أن يفت بعزيمة الفلسطيني، وحركته للعمل لفلسطين والأقصى. العربي والمسلم أحب إلى الله من أيباك، وهو على خلق كريم لا تعرفه أيباك، ولكن إذ غفل بعضنا عن واجبه الشرعي فعليهم أن يعتبروا بعمل منظمة أيباك الصهيونية في دعمها (لإسرائيل) واحتلالها للقدس. أهل الباطل لهم فنون في دعم باطلهم وتسيده في أرض الإسراء، وأهل الحق يتنازعون، إن لم يعتبروا بالنصوص الشرعية الموجبة للعمل لفلسطين يجدر به أن يتذكر أيباك ودورها في دعم الاحتلال.