ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية ترعى الاحتلال الإسرائيلي وتعده الولاية الأمريكية الــ 51، حيث تعد دولة الاحتلال نفسها قاعدة أمريكية متقدمة في قلب الشرق الأوسط، فحينما تواجه الاحتلال الإسرائيلي لا تواجه (تل أبيب)، بل تواجه على الحقيقة واشنطن وإمكاناتها في المنطقة.
لم تكن الطائرات الإسرائيلية، في معركة سيف القدس تقصف، بل طائرات أمريكية 16 F35 ،F والشبح، وأقامت الولايات المتحدة في عدوان 2014 جسرا جويا مع (تل أبيب)، من أجل إمدادها بالأسلحة والذخيرة، ولكن كل هذه الأسلحة ستكون وبالا على الاحتلال الإسرائيلي، لوجود إرادة فلسطينية صلبة وعنيدة.
رغم كل هذا الدعم الأمريكي المتواصل، وترسانة الأسلحة، قوات الاحتلال لم تقترب من غزة، وهُزمت أمام ثورة شعبنا الفلسطيني، ففي المعركة ابتعدت دبابات الاحتلال عن غزة 10 كيلو مترات، واستهاب الاحتلال التقدم والاقتراب، ولم يعد الاحتلال يمتلك إلا سلاح الجو المدعوم من الولايات المتحدة، وهذا السلاح غير قادر على الحسم وفرض معادلة الردع والهيمنة كما كان في السابق، بل أصبح مجرد آلة للقتل والدمار، فقد حُيِّدت كل قوى الجيش ما دون سلاح الطائرات.
يدرك الشعب الفلسطيني جيدا أنه في مرحلة تقدم، على الرغم من الدعم الأمريكي السخي للاحتلال وصفقات السلاح، فمنحنى قوة الاحتلال الإسرائيلي بدأ في الانحدار والتراجع، في حين أن منحنى الشعب الفلسطيني في صعود وتميز.
باعتقادي الولايات المتحدة الأمريكية لا تمتلك أي رؤية سياسية جديدة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث يصب اهتمامها فقط على دعم الاحتلال الإسرائيلي ماليا وعسكريا، يمكن القول إنها قد فقدت قدرتها على حماية الاحتلال الإسرائيلي من التراجع الذي يعيشه. العديد من الإشكالات الداخلية تتصاعد وتتزايد مع مرور الزمن، هناك فراغ أمني وعسكري كشفته معركة سيف القدس.
أزاحت إدارة بايدن نتنياهو من المشهد، وهي معنية بدعم حكومة بينت – لبيد الضعيفة، حتى التخص نهائيا من نتنياهو، وقد تأتي صفقات السلاح الأمريكية في سياق دعم طرف على طرف، داخل الاحتلال الإسرائيلي، وليس لها أي صلة بمحافظتها على التزامها بتفوق الاحتلال الدائم في المنطقة.