صادف أمس 4 من أغسطس/ آب عام 2009 الذكرى الـ 12 عشر لاستشهاد الشيخ المجاهد كمال أبو طعيمة، والذي قضى إثر التعذيب الوحشي على أيدي عناصر جهاز الأمن الوقائي في سجونها في مدينة الخليل.
وتأتي ذكرى استشهاد أبو طعيمة في وقت تمضي السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية في سياسة الاغتيال لمعارضيها، والتي كان آخرها اغتيال الناشط والمعارض السياسي في مدينة الخليل، نزار بنات.
والشيخ أبو طعيمة، يعد صاحب تاريخ حافل بالتضحيات في الدعوة والعمل الحركي في مخيم الفوار في مدينة الخليل.
درس المراحل الأساسية والثانوية في مدارس المخيم، ثم حصل على شهادة الدبلوم من الكلية الإسلامية في المسجد الأقصى التابعة لجامعة القدس أبو ديس، وعمل مدرسًا في مدرسة ذكور يطا الأساسية، فله يرجع الفضل في تأسيس موائد القرآن الكريم ومراكز تحفيظ في مسجد المخيم الذي تخرج منه الكثير من حفظة كتاب الله من ضمنهم اثنان من أبنائه.
التهمة التي اعتقلته عليها أجهزة السلطة الشيخ كانت واضحة وجاهزة، وهي تهمة طالما وجّهتها سلطات الاحتلال للمقاومين والمجاهدين، إلا أن عار التنسيق الأمني الذي لصق بجبين أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة، جعل من مقاومة الاحتلال تهمة تستحق العقاب في عقيدة أجهزة التعاون مع الاحتلال.
بدأت حكاية أبو طعيمة في 16/ 9/ 2008 عندما فاجأه عناصر من الوقائي خلال تواجده في محكمة الصلح بمدينة يطا جنوب الخليل في مهمة صلح بين عائلتين، حيث اقتادوه بصورة همجية إلى أحد مراكز المدينة، دون مراعاة لحرمة شهر رمضان حينها.
ذاق الشيخ خلال مدة اعتقاله في الزنازين، أصنافاً متنوعة من التعذيب الوحشي بدءا بالشبح، وصولاً إلى الضرب بالهراوات والمطارق، إلا أن ذلك لم يثنه، فقد أمضى 118 يوماً في العزل الانفرادي.
واصل الوقائي احتجاز الشيخ وتعذيبه حتى تدهورت صحته في السابع من نوفمبر عام 2008 رغم قرار بالإفراج عنه من محكمة العدل العليا في رام الله، ومع استمرار التعذيب أصيب بجلطة دماغية مفاجئة في 24 مايو عام 2009 نُقِل إثرها إلى مستشفى "عالية" الحكومي في الخليل ليمكُث أسبوعاً، ثم أُعيد إلى الزنزانة.
رغم أن وقْع الجلطة مؤلما حيث أفقده النطق جزئيًّا، إلا أن الوقائي تعمد إهماله طبيا؛ واتهمه بالتمثيل، رغم أن الأطباء أكدوا إصابته بالجلطة وحاجته إلى المستشفى.
وبعد قرابة 9 أشهر أفرج الوقائي عنه، لكن سوء وضعه بعد يوم دفع بنقله إلى مستشفى "المدينة الطبية" في الأردن للعلاج مكث فيها 21 يوماً.
وفي منتصف يوليو 2009 قرَّر الأطباء إجراء قسطرة دماغية له، لكي يتمكن من المشي، إلا أن وضعه الصحي تدهور أكثر، وأعلن الأطباء دخوله حالة موت سريري إلى أن بقي على حاله 11 يوماً حتى فاضت روحه مساء الرابع من أغسطس.
رحل الشيخ أبو طعيمة لكن روحه الطاهرة ما زالت تلعن كل من شارك في قتله وتعذيبه من جلادي السلطة، الذين أزهقوا أرواح أبرياء كثر من قبل.