منطقة الخليج تتهيأ تدريجيا لاستقبال عود ثقاب حارق. هذا القول يقوم على الرصد والمتابعة، وأحب أن تكون شريكا لي في ذلك:
١- قالت أميركا في رسالة لإيران: "نعد ردًّا مناسبًا للهجوم على السفينة بالقرب من عمان، ونناقش ذلك مع حكومات المنطقة".
٢- قال سفير (إسرائيل) لدى الأمم المتحدة إن (تل أبيب) تطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لإدانة إيران والعمل ضدها.
٣- قال وزير خارجية السعودية إنه يرى أن إيران تزداد قوة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إنهم يعرضون السفن للخطر ويسهمون في المأزق السياسي في لبنان.
٤- قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن على الكيان الصهيوني أن يدرك خطر تهديداته وتصريحاته، ويعيد النظر في حساباته، وعلى الأعداء الذين يهددوننا، وخصوصا الكيان الصهيوني معرفة أن ردنا سيكون قاسيا.
٥- قال غانتس للسفراء: هذا ليس صراعا محليا، أو ثنائيا، هذا هجوم على العالم، وعلى العالم أن يرد. ويمكن أن يحصل هذا ضمن توجه موحد وشجاع من جانب المجتمع الدولي. إيران مسؤولة عن عشرات العمليات الإرهابية في أنحاء الشرق الأوسط. إيران تجاوزت كل الخطوط. هذا وقت الأفعال.
٦- صواريخ من لبنان تضرب مستوطنة كريات شمونة في شمال فلسطين المحتلة، ودولة الكيان تحمِّل الحكومة اللبنانية المسؤولية.
هذه المعلومات التي يرصدها المتابع، والتي تتداولها وسائل الإعلام أخبارا أولى ذات دلالة على الغد، تشير إلى أن الغد وإن كان في علم الغيب، فإن القراءة الاستشرافية تقول إن الخليج ربما يتهيأ لاستقبال أول عود ثقاب حارق. ربما تلقيه دولة الاحتلال منفردة، وربما تلقيه بترخيص من الحلفاء، وربما تلقيه دول الحلفاء و(إسرائيل) معًا بعد إتمام أميركا دراسةَ المنطقة وتهيئة الأجواء اللازمة.
إيران في مرمى إطلاق النار، ولكن قوة إيران العسكرية، ويدها الطويلة تجعلان الأطراف المقابلة في حالة حسابات ودراسة، ذلك أنه لا أحد يملك كل الأوراق، ولا كل الخيارات.
هذا وبعض القراءات ترى أن التصريحات لا تخرج عن مستوى التهديد الكلامي، وأن أمورا تُجرى تحت الطاولة لتسكين الألم والجبهة والعودة للحالة الطبيعية، ذلك أن دول الحلفاء ترى أن سياسة الاحتواء أفضل وأجدى لها من سياسة القصف، والانتقام. وأن طبيعة سكان الشرق الأوسط تقول إنهم يدفعون ثمنا جيدا بالحوار، ويتعنتون في المعارك، وهم حين يتحدثون عن المعارك والنصر لشعوبهم وصحافتهم تكون أيديهم تصافح أعداءهم تحت الطاولة! وعليه فهذه الأرصاد ذات وجهين!