فلسطين أون لاين

أجواء حارة جدًا ولا كهرباء

الصليب الأحمر يدخل على خط مشكلة الكهرباء في غزة. الصليب قدَّم دراسة مهمة حول مشكلة الكهرباء في غزة والتي هي جزء من حصار الاحتلال لغزة على مدى خمسة عشر عامًا. الدراسة قالت: إن ٨٠٪‏ من سكان قطاع غزة يقضون حياتهم في ظلام دامس، ومن أهم ما في هذه الدراسة هي تداعيات العجز في الكهرباء، والعيش في الظلام على الصحة النفسية لسكان القطاع، حيث أثبتت الدراسة تأثيرًا سلبيًّا للظلام على حالتهم النفسية.

كما أن ٨٠٪‏ من السكان لا يستطيعون الاحتفاظ بطعامهم لليوم التالي في الثلاجة لأنه لا كهرباء، والثلاجة باتت كخزانة للطعام والماء ليس إلا. وإذا كانت تداعيات مشكلة الكهرباء في هذا المجال قد طالت ٨٠٪‏ من السكان، فإن تداعياتها السلبية فيما يتعلق بالصرف الصحي والمياه قد أصابت السكان بأضرار مختلفة بنسبة ١٠٠٪‏. أما تداعياتها على المشافي والمرضى فالأمر في هذا المستوى يرتقي لمستوى الكارثة.


لا توجد منطقة أو بلدة في العالم تعاني احتلالًا بغيضًا يمنع الكهرباء لإيلام السكان وتعذيبهم، دولة الاحتلال مسؤولة في القانون الدولي عن توفير حياة طبيعية للسكان تحت الاحتلال. القانون الدولي يمنع العقوبات الجماعية، ويمنع تعذيب السكان بشكل جماعي من خلال حرمانهم من الكهرباء، وحرمانهم من معابر مفتوحة، وتجارة مستمرة، وحرية تنقل وسفر. غزة تعيش هذه المظالم تحت نظر وبصر العالم منذ سنين، وتقرير الصليب الأحمر، وهو جهة لا تتدخل في النزاعات، وتقف موقفًا محايدًا، قدمت شهادة مهمة في هذه الدراسة للمجتمع الدولي، لكي يتدخل هو لإصلاح وضع الكهرباء في غزة، ومن ثم رفع الاحتلال بصفته السبب الرئيس فيها.


دراسة الصليب الأحمر مهمة، وإن كانت معلومة التفاصيل للسكان، ولكنها مهمة كوثيقة محايدة، والأهم من ذلك هو كيف تستفيد غزة وقادتها من هذه الوثيقة في مقاومة الاحتلال في هذا المستوى الذي يمس حياة المواطنين اليومية، وهو مساس لا يمكن تحمل سلبياته لمدة أطول، ومما يفاقم تأثيرات المشكلة وأضرارها أن قطاع غزة يعيش موجة ارتفاع في الحرارة بشكل غير مسبوق، وتغيرات الطقس تفيد بامتداد هذه الأجواء الحارة لفترة أطول.