فلسطين أون لاين

​50 عاماً على "نكسة حزيران"

...
القدس المحتلة - قدس برس

يصادف اليوم، الذكرى السنوية الخمسين لـ "نكسة حزيران" أو ما يُطلق عليها اسم عدوان عام 1967، والذي تمثّل بهجوم دولة الاحتلال الإسرائيلي على قوات عربية (مصرية وسورية وأردنية)، قبل احتلالها للضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.

وبدأت دولة الاحتلال الحرب في الخامس من حزيران/ يونيو، بهجوم عسكري مفاجئ على الجبهة المصرية، دشّنته بغارتين متتابعتين على القواعد الجوية في سيناء وعلى قناة السويس.

وكان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين دولة الاحتلال وكلٍ من مصر وسوريا والأردن، ساندتها قوات عراقية في غضون العدوان.

وبعد أن انتهى جيش الاحتلال الإسرائيلي من القضاء على سلاح الجو المصري، تحوّل إلى جبهتي الأردن وسوريا (وكان الطيران الأردني والسوري ومعهما الطيران العراقي قد بدأ بشن غارات على المستعمرات الإسرائيلية لتخفيف الضغط عن الجبهة المصرية).

وما أن انقضى نهار 5 حزيران/ يونيو حتى كان الطيران العربي؛ المصري والسوري والأردني، خارج ساحة القتال، حيث تمكنت دولة الاحتلال من السيطرة على مساحات كبيرة من الأرض العربية بزيادة أربعة أضعاف ما كانت احتلته عند إنشائها عام 1948؛ فضمت إليها كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء والجولان.

وتمكنت دولة الاحتلال من السيطرة على المصادر النفطية في سيناء وعلى الموارد المائية في الضفة الغربية والمرتفعات السورية، والذي مكنها من زيادة عمليات الهجرة والاستيطان في الأراضي العربية المحتلة، وأما على الجانب الجيو استراتيجي فقد استطاعت دولة الاحتلال من إقامة حدودها الجديدة عند موانع أرضية حاكمة (قناة السويس - نهر الأردن - مرتفعات الجولان) وازاد بذلك العمق الاستراتيجي لها.

واحتلت دولة الاحتلال بذلك الشطر الغربي من مدينة القدس عام 1948، وكان يمثل ما نسبته 84.1 في المائة من المساحة الكلية للقدس، وتسبّبت بموجة تشريد جديدة طالت نحو 300 ألف فلسطيني، استقر معظمهم في الأردن، حتى بات "يوم النكسة" عنوانًا آخر لتهجير الفلسطينيين بعد ما تعرّضوا له خلال "النكبة" عام 1948.

ويرى المؤرخ الفلسطيني، زهير الدبعي، أن الشعوب العربية لم تأخذ العبرة ممّا تعرض له الشعب الفلسطيني عام 1948، "بل واصلت خطابها العاطفي الشعبي، دون أن يرتقي لمستوى الخطورة التي تتعرض لها هذه الشعوب من قبل الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في العالم".

وأضاف الدبعي ، "الفلسطينيون كانوا يعوّلون كثيرًا على حرب 67، معتقدين أنها سُترجع لهم أرضهم، أو تدعم عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها؛ غير أن الهزيمة في تلك الحرب قضت على كل آمال الفلسطينيين، بل وأجهضت النفس الوحدوي المقاوم للأمة العربية".

وحول الخطاب العربي الرسمي إبان عدوان 67، اعتبر المؤرخ الفلسطيني أنه "كان دون مستوى المخاطر التي تعرضت لها الأمة العربية في ذلك الحين؛ إذ لم يكن يُبنى على وقائع حقيقية وعلمية، الأمر الذي شكل هزيمة وزلزالًا، تمكن فيه الاحتلال مع السيطرة على المزيد من الأرضي وتهجير الكثير من سكانها".

وشدّد على حاجة القضية الفلسطينية لدور وجهد موحّد في مواجهة صلف الاحتلال وعنهجيته، في ظل الواقع العربي ومستوى الأداء المتدني اتجاه ما يحدث على الأرض.

وأكد على ضرورة "عدم التعويل والرهان على الولايات المتحدة والغرب، والعمل بشكل قوي على مواجهة سياساتهم"، مشددًا على أهمية مقاطعة البضائع التي تلعب دورًا في التأثير على اقتصاد هذه الدول التي ساندت الاحتلال في حربه على الفلسطينيين.