"وين ما تضرب الأقرع بسيل دمه". هذا المثل الشعبي ينطبق على سلطتنا الفلسطينية. الفشل في كل مكان وناحية، وفي كل مستوى ومؤسسة. هي كالأقرع أينما ضربتها سال دمها. النظام السياسي القائم فيها منذ نشأتها متكلس ولا يتطور مع تطور المجتمع الفلسطيني. والنظام الرئاسي فيها نظام الفرد والرجل الواحد الأوحد الذي يتحكم بكل شيء، والمجلس التشريعي فيها معطل منذ سنين طويلة بقرار الرجل الفرد، وحقوق المواطنين في التعبير والنقد تواجه بالقتل والاغتيال، ونزار بنات ما زال ينزف في رام الله وبين المواطنين.
الفشل في كل مكان، ولكن فشل الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج تربع في هذه الأيام على قمة هرم الفشل. (إسرائيل) الدولة التي نبذتها دول إفريقيا في العقود الماضية، حظيت في ظل دبلوماسية (المالكي عباس) على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي. لم تعد دولة الاحتلال منبوذة في القارة السوداء لأن الخارجية الفلسطينية سجلت غيابا عميقا عن دول القارة السوداء وعن الاتحاد الإفريقي، وتركت هذه الساحة الدولية نهبا لدولة الاحتلال وسياستها الخارجية، بعدما كانت قارة خالصة لتأييد الحقوق الفلسطينية.
دولة جنوب إفريقيا التي عانت التمييز العنصري احتجت على منح (إسرائيل) صفة مراقب في الاتحاد، في حين لم نسمع احتجاجا لا للسلطة ولا لدول العرب الإفريقية عدا الجزائر. أين الخارجية الفلسطينية؟ أين التنسيق العربي في مثل هذه المسألة؟ إذا غابت السلطة، فإن النظام العربي أشد غيبة.
يبدو أننا لن نفاجأ كثيرا إذا ما نالت دولة الاحتلال صفة مراقب في جامعة الدول العربية. هذا الاحتمال يقول وما المانع فيه؟ وهل ستعترض السلطة؟ الواقع يقول إن العرب لا يمانعون، وإن السلطة تجد في ذلك منفعة لها. نحن لا نعلم ماذا فعلت السلطة لحماية الساحة الإفريقية دبلوماسيا، ولا نعلم لها خطوات حماية لتحصين الجامعة العربية من وجود (إسرائيل) غدا.
الفشل الذي يعيشه النظام الفلسطيني يجدر أن يتوقف، ويجدر أن تسأل الخارجية الفلسطينية عن هذه الأحداث، وكل فلسطيني يسأل كم تنفق السلطة على سفارات فلسطين دون عائد سياسي ينفع فلسطين؟
ويجدر بالمجتمع الفلسطيني أن يتحرك نحو الانتخابات لتحديث النظام السياسي والخروج من دائرة الفرد الذي لا يحاسب. لا إصلاح بلمجتمع ولا للسياسة الخارجية والداخلية دون الخروج من قبضة الفرد، وسيطرة الرجل الواحد.