لعبة البحر في قطاع غزة. دولة الاحتلال تلاعب غزة في البحر. لعبة البحر فيها خيارات: إغلاق شامل. فتح البحر لمسافة ١٢ ميلًا بحريًّا. فتح البحر لمسافة ٩ أميال، فتح البحر لمسافة ٦ أميال بحرية. لعبة البحر تجري إجراءاتها من طرف واحد، هو طرف الاحتلال. الاحتلال يملك التصرف ببحر غزة فتحًا وإغلاقًا، وبالمسافة التي يقررها. وليس لغزة القدرة على المشاركة في اللعبة واختيار المسافة التي تريد.
قبل يومين كان الصيادون يصطادون على مسافة ١٢ ميلًا بحريًّا، أمس ودون تحذير مسبق قلص الاحتلال المسافة إلى ٦ أميال، الصيادون خرجوا من المنطقة تحت وابل الرصاص دون شباكهم؟! لقمة عيش الصياد عادت نقمة، إذ خسر شباكه، وعاد دون لقمة عيش أبنائه. المصادر الإحصائية تقول: عدد الصيادين الذي يعتاشون من صيد الأسماك في غزة يبلغ (٤٠٠٠) صياد، يعيلون (٤٠٠٠٠) نسمة. هذا العدد الكبير بلا طعام كافٍ لأنهم محرومون من رزق البحر الذي سخره الله لعباده!
العدد الكبير هذا ذهب إلى البحر مسترزقًا لأنه لا يجد عملًا في بر غزة، حيث البطالة متفشية بين السكان، هم ذهبوا للبحر مضطرين، ولكن الاحتلال لا تعنيه هذه المعاني الإنسانية، وتلك الحقوق الشخصية، بل هو يعمل متعمدًا على إفقار غزة وضغطها اجتماعيًّا، والبحر واحدة من لعبه لضغط غزة والانتقام منها؟!
البحر لا يمثل بمساحة الصيد الضئيلة هدفًا عسكريًّا أو خطرًا أمنيًّا، فلماذا لعبة الفتح والإغلاق؟ وكلما حك الكوز بالجرة أغلق العدو البحر بعسكره ورصاصه؟! إذا كان المجتمع الدولي يعجز عن فتح البحر للرزق، أمام صيادي غزة، فكيف للمجتمع الدولي أن يعالج الاحتلال؟! ولماذا يطلب المجتمع الدولي من المقاومة وقف أنشطتها؟! إن غيبة المجتمع الدولي عن مشهد البحر والصيادين في غزة هو شراكة من الغائب للغازي المتعدي بتعمد الغيبة.
متى ستتوقف لعبة البحر توقفًا نهائيًّا؟! هذا ما تقوله أسر الصيادين في غزة. أسرة الصياد رزقها يوم بيوم، إن صاد أكلت الأسرة، وإن منع من الصيد جاعت الأسرة؟! دولة الاحتلال تعلم هذه الحقيقة ولكنها تعمل على تجويع غزة وإفقارها، والمؤسف أن المجتمع الدولي لا ينظر إلى أعماق مشكلة الصيادين، ويظل واقفًا عند السطح بلا عمل مفيد!