فلسطين أون لاين

تقرير "عين الحلوة" بالأغوار الشمالية.. أراضٍ زراعية في مرمى استهداف المستوطنين

...
صورة أرشيفية
الأغوار الشمالية-غزة/ نور الدين صالح:

تتعرض منطقة نبع عين الحلوة في الأغوار الشمالية لهجمة شرسة من المستوطنين بحماية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر مصادرة أراضيها الزراعية، ومنع المزارعين والرعاة من الوصول إلى أراضيهم.

وعلى مدار أقل من شهر يواصل المستوطنون تسييج منطقة "عين الحلوة"، وبناء غرفة استيطانية، والعمل على تأهيل طريق استيطانية للوصول للمنطقة، كما أقاموا حولها متنزهاً، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة في تلك المنطقة.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى سلب 3 آلاف دونم من أراضي "عين الحلوة" وتشريد سكانها، على الرغم من امتلاكهم وثائق رسمية تثبت ملكيتهم للأراضي الزراعية في المنطقة قبل وجود الاحتلال.

ويؤكد رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية مهدي دراغمة، أن المستوطنين أقاموا على أراضي "عين الحلوة" بؤرة استيطانية، بعدما تم تحويلها في عام 2005 من منطقة عسكرية إلى استيطانية.

وقال دراغمة في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين"، إن سكان المنطقة يتعرضون لاعتداءات يومية من المستوطنين، إضافة إلى تدمير المزروعات وقتل الأغنام والأبقار، لافتاً إلى أن 22 عائلة فلسطينية تسكن في تلك المنطقة.

وشدد على أن "السكان يعيشون حياة بالغة الصعوبة، مع انعدام المساكن والبنى التحتية، ومصادرة نبع المياه الوحيد في المنطقة"، موضحاً أن المستوطنين يوجدون على أرض عين الحلوة منذ 5 سنوات، ويقيمون شعائر تلمودية تحت ذرائع وهمية للاستيلاء على النبع.

وبيّن أن المستوطنين يوجدون باستمرار في تلك المنطقة، ويعيقون وصول السكان لنبع "عين الحلوة" الوحيد، تزامناً مع استمرار البناء الاستيطاني والتوسع في المستوطنات المقامة فيها، إضافة إلى إصدار إخطارات بالهدم للسكان.

بدوره أكد مدير الإغاثة الزراعية في الأغوار الشمالية عازم حج محمد، أن منطقة عين الحلوة في الأغوار تتعرض لهجمة شرسة واعتداءات متكررة من المستوطنين، في محاولة للاستيلاء عليها بشكل كامل.

وأوضح حج محمد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن المستوطنين يواصلون تسييج المنطقة تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال، بهدف بسط السيطرة المطلقة على المنطقة، مشيراً إلى أنها تعد من المناطق السياحية المهمة لكونها تضم الينابيع والأراضي الزراعية وغيرها.

وأوضح أن المستوطنين أداة تنفيذ لسياسة الاحتلال، إذ إنهم يحاولون الاستيلاء على الينابيع الموجودة هناك، عدا عن أنهم سرقوا الأراضي الزراعية ومنعوا المزارعين الفلسطينيين من الوجود فيها والتنكيل بهم يوميا.

وبحسب حج محمد فإن "عين الحلوة" تحظى بأهمية واسعة لكونها تمتلك تربة خصبة للزراعة، ويُمكن استثمارها في مجال السياحة، إضافة إلى أنها تضم مياها كبريتية.

وشدد على أن سكان المنطقة يواجهون ممارسات المستوطنين بصدورهم العارية وصمودهم، لافتاً إلى أن المنطقة تقع ضمن مناطق "ج" الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، ويطلق عليها محميات طبيعية.

وانتقد حج محمد قلة الدعم الحكومي ومؤسسات المجتمعات المدني، مشيراً إلى أن الدعم المقدم "إغاثي فقط"، وهذا لا يعزز صمود السكان في المنطقة.

وتعد عين الحلوة من التجمعات البدوية التي تتبع منطقة وادي المالح، وتبعد عن محافظة طوباس 20 كيلومترا، وكان الأصل في تسميتها موقعها الذي يتميز بالمناخ الدافئ ووجود عين ماء حلوة فيها.

إضافة إلى ذلك فإن وفرة المياه في عين حلوة جعلتها من المناطق الزراعية والرعوية المرغوبة عند كثير من المزارعين في المحافظة.

وتحد عينَ حلوة من الشرق مستوطنتا "مخولا" و"مسكيوت"، ومن الشمال الشرقي مستوطنة "روتن" وعدة معسكرات للتدريب.

ويعيش سكان المنطقة حياة بائسة وسط ظروف بدائية وبسيطة، بسبب سياسات الاحتلال الذي يفرض قيوداً مشددةً عليهم، ويرفض منحهم تصاريح بناء، حتى لو كانت خيمة تُهدم.