مع التطور العلمي والتقني المعاصر الذي انعكس على كل المجالات والأصعدة، أخذت كل جهة ما تريد وللأهداف التي تريد.
ولعل من أبرز هذه المجالات التي واكبت التطور التقني والتكنولوجي المجالَ الأمني التقني، الذي أفرز العديد من الأساليب، فما كان محتملاً بات واقعاً، وما كان غير ممكن بات ممكناً، حتى أصبح التغيير والتطوير الثابت الوحيد في هذا العالم، فقد انتقلت الأجهزة الأمنية في العالم من مرحلة جمع المعلومات التقليدية إلى مرحلة التنصت الفني والتقني بواسطة أساليب ووسائل الاتصال الحديثة، التي يقف على رأسها بالتأكيد الهاتف المحمول الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياة الأفراد والمؤسسات عبر الاتصال بأشكاله وأدواته، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة.
وتعد عملية جمع المعلومات جزءا أصيلا لا يتجزأ من منظومة العمل الاستخباري الصهيوني، ويمكن القول إن هذه العملية لم ولن تتوقف لحظة واحدة، وقد أثبتت الأيام بما لا يدع مجالا للشك أن وتيرة الجهد الاستخباري وجمع المعلومات تتضاعف وتتكثف من فترة لأخرى، فالعدو لم يتوانَ ولو للحظة عن محاولاته تحقيق اختراق أمني في أي نطاق يستطيع الوصول إليه، سواء كان اجتماعياً أو تنظيمياً أو سياسياً، وبأي وسيلة، خاصة بعد الإخفاقات التي لحقت بأجهزة الاستخبارات الصهيونية خلال معركة سيف القدس أمام المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وأمام ذلك يعمد العدو إلى استخدام وسائل وأدوات وطرق متعددة للوصول إلى المعلومات التي تشكل له قاعدة بيانات في التخطيط لعملياته ضد المقاومة وأجهزتها، لذا تأتي هذه المادة لبيان أهمية المعلومات وضرورة المحافظة عليها خاصة في ظل حالة من الاستهتار والتراخي التي يعيشها البعض في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، ونقل وتبادل المعلومات الخاصة عبرها لما تشكله من خطورة كبيرة يمكن أن تلحق الأذى والضرر بالأفراد والأجهزة المختلفة.
أهمية معرفة وسائل العدو في جمع المعلومات:
تنطلق أهمية دراسة وسائل العدو وأساليبه في جمع المعلومات من الخطورة التي تشكلها تلك الوسائل بجمع المعلومات فهي مادة العمل الأمني ومرتكزه الرئيس للنجاح أو الفشل فكلما تمكن العدو من جمع مزيد من المعلومات استطاع الوصول لحالة أعلى من السيطرة والتحكم في خصومه تمكنه لاحقاً من تحقيق أهدافه أو الاقتراب منها، ولمعرفة وسائل العدو في جمع المعلومات أهمية بالغة تتمثل في:
إفشال تلك الوسائل، ومنع العدو من الوصول لأهدافه.
حماية مقدرات المقاومة ومعلوماتها وأفرادها.
تقوية الجبهة الداخلية الحاضنة للمقاومة.
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن حوالي 90% من المعلومات الأمنية التي تجمعها أجهزة الاستخبارات تكون من خلال المصادر التقنية والإلكترونية التي باتت عنوان المرحلة التي نعيشها.
وإليك أوجه بعض النصائح التي تحميك بالدرجة الأولى وتحمي المجتمع من الاختراق:
اعلم جيدا أن جميع وسائل الاتصال الحديثة بما فيها الجوال ومنصات التواصل الاجتماعي مثل: الفيس بوك، وواتس آب، وتويتر وغيرها هي أماكن مفتوحة أمام أجهزة استخبارات العدو الصهيوني يسهل عليه الوصول إليها ورصد واختراق أي منها دون أن تشعر.
تعد الاتصالات أهم مصادر العدو للوصول لطرف الخيط الذي يقود أحيانا إلى معلومات خطرة ربما تحوي مضامين سياسية أو تنظيمية أو مخططات تتعلق بالعمل العسكري أو الأمني يسهل اختراق العدو لها.
كن على يقين أن ما تنشره على منصات التواصل الاجتماعي لن يصبح ملكك، كما أنه يمكن لأي شخص الاطلاع عليه مهما كانت درجة السرية المتاحة، لذا لا تنشر شيئا تندم عليه مستقبلاً.