أكد القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف على أن الخروج من الحالة الراهنة يستدعي تجسيد الوحدة الوطنية والعودة للحوارات والانتخابات، ولا خيار لنا سوى ذلك، مع توفير مساحة كبيرة جدًا للحريات.
وشدد القيادي يوسف في تصريح له، وصل "فلسطين أون لاين" نسخة عنه اليوم الثلاثاء، على ضرورة فتح المزيد من المساحات أمام أبناء شعبنا ليعبر عن رأيه بحرية وبإرادة كاملة، ولا بد من معالجة الأمور مع بعضها من أجل الخروج من هذا المأزق.
وقال يوسف: "إن إعطاء مساحة للتعبير عن الرأي يمثل مصدر قوة لشعبنا، ومن الواجب على كل الأطراف والجهات السماح بذلك فورًا ودون شروط أو تضييق".
وأضاف: "الواقع الفلسطيني اليوم يعيش حالة كبيرة من الاحتقان، ولأول مرة أستشعر بهذا الأمر، وما سمعته في وسائل الإعلام لا يعكس طبيعة الوضع الميداني، حيث رأيت عن قرب حالة كبيرة من الاحتقان".
وأرجع يوسف أسباب الاحتقان لعدة أسباب، أهمها وجود الاحتلال كسبب أساسي لكل ما يحصل للشعب الفلسطيني، ومن ثم أسباب مباشرة، كإلغاء الانتخابات، وتوقف عجلة الحوارات الداخلية، والتضييق الكبير على الحريات، وما آلت إليه الأمور من اغتيال نزار بنات وتصدي أجهزة الأمن للمسيرات السلمية التي تعبر عن الرأي.
وحدة الأسرى
وأكد القيادي يوسف إن الأسرى في حالة وحدة وطنية حقيقية، ويتطلعون إلى الحرية في أقرب وقت على يد المقاومة الفلسطينية في صفقة تبادل أسرى مشرّفة، مشيرًا إلى أن الاحتلال مغتاظ من حالة الوحدة داخل السجون.
وأوضح أن إدارة السجون تتغول يومًا بعد يوم على الأسرى، وتسحب المزيد من الإنجازات التي حققوها على مدار السنوات الماضية، وهناك اقتحامات شبه يومية للسجون كي لا ينعم الأسرى بأي نوع من الاستقرار.
ولفت إلى أن معنويات الأسرى عالية رغم المعاناة الحقيقية، إلا وينتظرون الفرج ويتمنون من شعبهم وأحرار العالم ألا يجعلوا الاحتلال ينفرد بهم.
ودعا يوسف إلى ضرورة بدء حراك شعبي ورسمي وحقوقي محليًا وإقليميًا ودوليًا لإسنادهم وفضح سياسات الاحتلال والضغط عليهم من أجل تأمين الإفراج عنهم.
وحول تكرار الاحتلال لاعتقاله، قال: "الاحتلال يزعم أن لي نشاطات ممنوعة من وجهة نظره، لكن أرى أنني أقوم بدوري الوطني والإنساني، ولا تستطيع قوة في الأرض أن توقف مسيرة الخيرين من أبناء شعبنا الذين يواجهون الاحتلال بكل أوتوا من قوة وجهد من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة".
وشدد على أن "الاحتلال لا يمكن أن يثنيه عن المضي في هذا الطريق، وأنه سيبقى ثابتًا مهما تكرر الاعتقال والضغط".
وعن انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، قال يوسف إنه بالرغم من قلة وسائل الإعلام التي بين أيدينا داخل السجون إلا أننا نتابع ولو بالقليل من المعلومات والتحليلات التي نصنعها من بعض الوسائل المتاحة.
وأضاف: "هذه المعركة فرضت معادلات ووقائع جديدة على الأرض، الاحتلال الآن يفكر كثيرًا ومليًا قبل أن يقدم على أي شكل من أشكال العدوان على مقدساتنا وشعبنا في أماكن تواجده كافة".
وتابع يوسف: "ما من شك أن المقاومة استطاعت فرض معادلات، ولذلك ما بعد سيف القدس ليس كما قبلها، حيث أثبتت هذه المعركة أن شعبنا بوحدته على كامل ترابه التاريخي وهذا الزخم الذي رأيناه في المسيرات الهائلة في أصقاع الأرض، يؤكد لنا أن شعبنا بات في أقرب يوم لنيل حقوقه".