غزة/ نور الدين صالح:
دعا برلمانيون عرب ودوليون، إلى ضرورة تنسيق وتطوير الجهود البرلمانية العربية والإسلامية والدولية لدعم وإسناد القضية الفلسطينية في مختلف المحافل، مطالبين بتجريم التطبيع والتواصل مع الاحتلال.
كما أكد البرلمانيون أن القضية الفلسطينية مركزية ومن حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال لتحرير أرضه ومقدساته، داعين إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة.
جاء ذلك خلال الملتقى البرلماني الدولي لدعم القضية الفلسطينية الذي نظمه المجلس التشريعي، في قاعة فندق الكومودر غرب مدينة غزة، بمشاركة نواب عرب ومسلمين ودوليين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية.
وقال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر، إن انعقاد هذا الملتقى يأتي ضمن الجهود الرامية لدعم القضية الفلسطينية والتأكيد على الاسناد البرلماني العربي والدولي لها، في ظل مخططات الاحتلال لتصفية القضية.
وأوضح بحر في كلمته، أن الملتقى يهدف لنصرة القضية الفلسطينية وبلورة حالة برلمانية صلبة تنبثق عن البرلمانات العربية والدولية، في ظل التحديات الخطيرة التي تواجهها.
وانتقد صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته في جميع الأراضي الفلسطينية، واستمرار الحصار المفروض على القطاع منذ 15 سنة، داعياً البرلمانات العربية والإسلامية لسن تشريعات تجرم التطبيع وتعزز مقاطعة الاحتلال.
وشدد على أن جريمة اغتيال الناشط نزار بنات وما تبعها من قمع واعتقالات أوجدت تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي، مؤكداً ان المدخل الأساس لإصلاح الواقع الفلسطيني يكمن في احترام الحق الفلسطيني ورفع السلطة قبضتها الأمنية عن التشريعي في الضفة.
وأعلن عن إطلاق فعاليات عدة برلمانية دولية خلال الأيام القادمة، بالتعاون مع الجهات البرلمانية في العالم بهدف توسيع العمل البرلماني دعماً للقضية الفلسطينية ونصرة للقدس.
بدوره، اعتبر رئيس كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي د. محمود الزهار، أن الملتقى يشكل "فرصة مهمة لتوحيد العمل البرلماني الفلسطيني والعربي والدولي المساند للقضية وتحشيد الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة بها".
وقال الزهار، إن "تحرير الأرض المحتلة أمانة ومسؤولية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني، جراء المخططات التي تحاول تصفية القضية"، مؤكداً أهمية بناء جبهة عربية وإسلامية ودولية ينبثق عنها خطة شاملة لتبني القضية ودعمها في ظل الانحياز للاحتلال.
ورأى أن الملتقى يمهد الطريق لحشد الجهود البرلمانية على مستوى العالم والأمة للوقوف صفاً واحداً والتأكيد على ثوابت الشعب الفلسطيني وشرعيتها.
ودعا إلى أوسع حملة للتصدي للمواقف الصهيونية وفضح جرائم الاحتلال المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية، معبراً عن أمله أن تعمل البرلمانات على إجهاض مخططات الاحتلال وإعادة تفعيل القضية على المستوى العالمي.
مؤتمر دولي
إلى ذلك، دعا النائب عن كتلة فتح البرلمانية أشرف جمعة، كل البرلمانيين في العالم لعقد مؤتمر دولي يشارك فيه الجميع لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة مخططاته الاحتلال الرامية لتصفيتها.
وأكد جمعة، أن دولة الاحتلال تمارس إرهاب الدولة المنظمة في مخالفة واضحة لكل المواثيق والقرارات الدولية، مطالباً بالتركيز على مقاطعة الاحتلال على كل المستويات والأصعدة.
كما دعا إلى ملاحقة قادة الاحتلال ومجرمي الحرب ضد الفلسطينيين في المحاكم الدولية وتشكيل لجنة للتحقيق معهم. وأوصى بقعد ورشة برلمانية تضم كل البرلمانيين خدمةً للقضية الفلسطينية.
إلى ذلك، أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، أهمية استثمار التعاطف العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني، من خلال الضغط على الحكومة للقيام بدورٍ أكبر تجاه فلسطين ودعمها.
وشدد على أن قطاع غزة يعيش حصاراً خانقاً منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير، إذ يمنع الاحتلال إدخال جميع المستلزمات الحياتية الأساسية للقطاع، وهو ما يزيد الأعباء الملقاة عليه.
مشاركات دولية
من ناحيته، قال رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس حميد الأحمر، إن هذا الملتقى يهدف لحشد التأييد البرلماني نصرة للقضية الفلسطينية والقدس من صلف الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
وبيّن الأحمر في مداخلته، أن الرابطة ستساهم في الدفاع عن فلسطين والأقصى، داعياً برلمانيي العالم وأحراره لمتابعة ممارسات الاحتلال والضغط عليه لوقفها فوراً.
فيما أكد النائب محمد حسن البزور من الاتحاد الإسلامي العالمي للبرلمانيين، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع عدوان إسرائيلي منذ سنوات دون تدخل دولي للجمه ووقفه، مشيراً إلى أن المقاومة حق كفلتها كل الشرائع والقوانين الدولية.
وشدد على ضرورة تصدي المجتمع الدولي لجرائم الاحتلال ومحاكمة مجرمي الحرب في المحاكم الدولية، مشيراً إلى دور البرلمانيين في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
وقالت النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي سميرة الشواشي، إن اعتداءات الاحتلال متواصلة على غزة والقدس دون استثناء للنساء والأطفال وغيرهم.
وحمّلت الشواشي، المسؤولية الكاملة للاحتلال عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، داعية العالم للخروج عن صمته ووقف مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين.
أما عضو البرلمان الأوروبي النائب الإيرلندي كريس ماكمانوس قال :"نعمل على الضغط على الحكومة الإيرلندية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسنبقى ندعم الحقوق الفلسطينية حتى نيل كافة الحقوق والحرية"، مطالبا تكاتف الجهود من اجل دعم فلسطين وحقوقها.
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاندونيسي فضلي زون، ضرورة مضاعفة جهود البرلمانيين في كل العام لدعم الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الهجمة الإسرائيلية التي يتعرض لها.
وأوضح أن حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، تنفذ أجندتها الرامية لتوسيع المستوطنات غير القانونية وغيرها من الممارسات العنصرية، قائلاً: "نحن بحاجة لمزيد من الدعم من المجتمعات العربية ولن نتوقف عن دعم فلسطين، ونعارض الاستعمار".
فيما رأى رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي حسن توران، أن صمت الأمم المتحدة أعطت الفرصة لـ (إسرائيل) ممارسة الاضطهاد ضد الفلسطينيين.
وأشار توران، إلى أن السكان في قطاع غزة يعانون من نقص الاحتياجات الأساسية، في أعقاب استمرار إغلاق المعابر الحدودية، داعياً المجتمع الدولي للتحرك الفوري لإنهاء الوضع المأساوي في القدس وغزة.
وأكد رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني محمد الظهراوي، أن البرلمان الأردني يمارس دوراً كبيراً في دعم المقدسات الإسلامية على مستوى العالم وخاصة في فلسطين.
أما النائب اللبناني قاسم هاشم فأكد أن الشعب اللبناني شريك مع الشعب الفلسطيني فهما لهما ذات التاريخ وذات المصير، مشدداً على أهمية الوحدة الوطنية ودعم المقاومة لتحرير فلسطين.
من ناحيته؛ قال النائب الجنوب أفريقي مانديلا مانديلا؛ إننا في جنوب أفريقيا نتابع كل ما يجري في فلسطين، مهنئاً الشعب الفلسطيني بالانتصار الذي حققه في معركة سيف القدس، داعيا للوحدة الفلسطينية
بدوره؛ أكد رئيس لجنة فلسطين بالبرلماني الماليزي النائب سيد إبراهيم، أن ماليزيا دوما وقفت وستقف مع الحق الفلسطيني، مشدداً على ضرورة "العمل على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية من اجل محاسبة الاحتلال ووقف جرائمه".
من جانبه، قال عضو البرلمان الايرلندي النائب ريتشارد باريت: "إن النواب الإيرلنديين تقدموا بأكثر من مقترح لتجريم الاحتلال ومقاطعة الاحتلال ورغم أنه لم يمر إلا ان اعطى مؤشرا انه اكثر من ثلث النواب مع مقاطعة الاحتلال بسبب جرائمها".
أما النائب الكويتي أسامة الشاهين قال: "إن الشعب الفلسطيني يدافع عن كل الأمة ومقدساتها، وأحيي الشعب الفلسطيني الذي يقدم تضحيات للأمة ويعطونا الدروس"، مشيرا إلى أن الكويت ستواصل العمل خدمة لفلسطين وشعبها.
وفي ختام الملتقى أوصى، بدعم الحراك الشعبي الفلسطيني في القدس والضفة وأراضي الـ 48 في مواجهة إجراءات ومخططات الاحتلال المتصاعدة، داعياً إلى تفعيل لجان الصداقة مع فلسطين من كل البرلمانات في العالم لتعزيز أواصر العلاقات وأشكال وبرامج التنسيق المشترك بين المجلس التشريعي الفلسطيني والبرلمانات العربية والإسلامية والدولية.