فلسطين أون لاين

المجموعات الكشفية.. ميدان للتطوع الشبابي في غزة

...
غزة/ صفاء عاشور:

من عمر 13 عامًا اتخذت منى أبو شعبان القرار في تغيير حياتها من خلال الانضمام إلى إحدى المجموعات الكشفية الموجودة في القطاع، وهو مجال قد لا يعرفه الكثيرون ولكن المميزات التي حصدتها منى جعلتها تدعو كل من تعرفه إلى خوضه.

وتُعرف الكشافة أنها حركة شبابية تربوية تطوعية، هدفها تنمية الشباب بدنيًّا وثقافيًّا.

منى الطالبة في الثانوية العامة أصبحت مختلفة تمامًا عما كانت عليه قبل خمسة أعوام مضت، فخجل الفتاة التي تخشى الحديث مع الآخرين أصبح من الماضي وحل مكانه قوة الفتاة صاحبة الإرادة والقادرة على إدارة حياتها بما يضمن لها النجاح والتوفيق.

تقول لصحيفة "فلسطين": "دخولي مع مجموعة كشفية كان له الأثر الحسن والطيب على صعيد حياتي الشخصية".

وتضيف أبو شعبان: "من خلال الفعاليات التي كانت تُنفّذ في المجموعة شاركتُ في العديد من دورات التطوير وتعزيز الثقة بالنفس والتخطيط وإدارة الأزمات وغيرها من الدورات، وأصبحتُ قادرة على إدارة حياتي نحو الأفضل".

وتوضح أن تعلم مفاهيم الكشافة من خلال المشاركة بالمخيمات التي كانت تعقدها مجموعة تطوعية كشفية غيّرت نظرتها للحياة إيجابيًّا، مؤكدةً أن الكشافة أصبحت من أهم أولوياتها وستستمر فيها خلال الفترة القادمة.

الطالب الجامعي في تخصص الاقتصاد والعلوم الإدارية أحمد الزعيم، يوضح أن شخصيته التي أصبح عليها الآن ما كانت لتكون لولا انضمامه لمجموعة كشفية بإصرار من والده الذي أحب أن يخرجه من أجواء البيت التي كان يفضّل البقاء فيها.

يقول لصحيفة " فلسطين": كنت أحب الجلوس في البيت وأرفض دعوات أصدقائي للخروج والتعرف على المجتمع المحيط بي، حتى أصرَّ والدي على إدخالي لمجموعة الكشافة ومن اللقاء الأول تغيرت نظرتي للحياة".

ويضيف الزعيم: "من اللقاء الأول مع المدربين في المجموعة أحببت التواجد معهم وتابعتُ اللقاءات وأخذتُ العديد من الدورات التي صقَلت شخصيتي وطوَّرتْها وعزَّزتْ من قدرتي على مواجهة الجميع والتحدث إلى الآخرين دون خوف".

ويؤكد استمراره في الانضمام لجميع فعاليات الكشافة لما لها من فائدة كبيرة لمسها من خلال الدورات السابقة، والتي انعكست على كل جوانب حياته وخاصة في الدراسة الجامعية.

فعاليات وجهود

مؤسس مجموعة العميد الكشفية التطوعية محمد حسونة يقول: "إن المجموعة تُعد إحدى أكبر المجموعات الكشفية في فلسطين من حيث الأنشطة والفعاليات

والمشاركات المحلية والعربية"، لافتًا إلى أنها أُسست في 2012.

ويوضح حسونة لصحيفة "فلسطين" أن المجموعة هي تربوية تعمل على زرع روح العمل التطوعي داخل نفوس منتسبيها من خلال خدمة وتنمية مجتمعهم ومساعدة الآخرين في جميع الظروف".

ويلفت حسونة إلى أن المجموعة بدأت بـ40 شخصًا في 2012 ليصل عدد المنتسبين لها خلال 2021 إلى 150 منتسبًا، وتقبل جميع الفئات العمرية بدءًا من ثلاث سنوات وحتى كبار السن الذين يرغبون في تعلُّم كل ما يريدونه عن الكشافة.

ويذكر أن المجموعة اهتمت بتخصيص فرق للشباب وللفتيات مع المحافظة على كل فئة منهم بما يتناسب مع عادات المجتمع الفلسطيني، منبهًا إلى أن المجموعة تقدِّم العديد من النشاطات الرياضية بالإضافة إلى الدورات المنهجية والتربوية.

ويفيد حسونة أن جهود المجموعة الكشفية ونشاطاتها لا تقتصر على الصعيد المحلي بل يشارك أعضاؤها في فعاليات دولية وعالمية، مثل مشاركتهم في منتدى الشباب العالمي وفعالياته العالمية التي تدعو للمساواة والكشافة من أجل أهداف التنمية المستدامة وإطار عالم أفضل.