فلسطين أون لاين

الإجازة الصيفية.. كيف يمكن الاستفادة منها؟

...
غزة- هدى الدلو:

تعد الإجازة والعطلة الصيفية المتنفس بعد عام دراسي مليء بالدروس والامتحانات، والكتب، والمراجعات، فهي فرصة للراحة من كل الأعباء التي مرت على الطلبة في العام الدراسي، وملاذ للعقل والذهن من زخم المعلومات التي تلقاها في العام الدراسي، لكن كيف يمكن الاستفادة من العطلة الصيفية؟

الاختصاصية النفسية والتربوية تحرير أبو شرار توضح أن هذا العام كان بمنتهى الصعوبة مع انتشار جائحة كورونا، ومر فيه الطلاب بضغوطات نفسية من مراجعة المعلومات وإرسالها للمعلمين عبر مجموعات التعليم، وانقطاع الكهرباء لأوقات طويلة في قطاع غزة، وعدوان الاحتلال في مايو/ أيار، وجاءت العطلة الصيفية للراحة النفسية والجسدية للأهالي والطلاب.

وتنصح أبو شرار في حديث مع صحيفة "فلسطين"، الطلاب باستثمار العطلة الصيفية باكتساب معارف أو تعلم لغة جديدة والاستفادة منها بقدر المستطاع، والاستفادة من الوقت في الكثير من الأشياء مثل تعلم مهارات بالكتابة والقراءة والسباحة والاشتراك في المخيمات الصيفية وغيرها من الأشياء التي تفيدهم في تطوير مهاراتهم الشخصية، وترفه عن أنفسهم.

وتبين أبو شرار أن ذلك لا يتم دون دور الأهالي في حث أولادهم وتشجيعهم للاستفادة من مهارات تصقل شخصيتهم، وتطور قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، فمثلًا هناك أطفال يستغلون إجازتهم الصيفية بحفظ القرآن الكريم أو تعلم لغة إنجليزية أو السباحة أو الذهاب للمكتبة لقراءة الكتب.

وتضيف: "على الأهالي أن يحددوا رغبات أبنائهم وتعزيزها ودعمهم إيجابيًّا للمشاركة فيما يرغبون بتعلمه والاستفادة منه، وأحيانًا بالضغط على أبنائهم للمشاركة، وكذلك السماح لأبنائهم بالالتحاق في المخيمات الصيفية لأنها بمنزلة تفريغ نفسي لكل الطاقات السلبية والشحنات، بالذات بعد مرور قطاع غزة بالعدوان الأخير وفترة الإغلاقات خلال جائحة كورونا".

وتشير أبو شرار إلى أن مشاركة الطالب بأي نوع من النشاط يعمل على تهذيب النفس وتعلم عادات جديدة، فتحدث تغييرًا في شخصيته وتكسبه خصالًا تربوية، وتوسع مداركه وتزرع القيم والأخلاق.

وتلفت إلى أن هناك أثرًا سلبيًا يعود على الطفل في حال عدم استفادته من العطلة الصيفية، فيشعر بالملل وإضاعة الوقت بأشياء غير مفيدة، وعدم حدوث أي تغيير، ومن ثم يعود للمدرسة وهو محمل بحالة ملل وقلة الإبداع والاجتهاد.

من جهتها رائدة وشاح الاختصاصية النفسية، تبين أن الإجازة تأتي بعد انتهاء عام دراسي مختلف عما سبقه، إذ قضى الطلاب عامهم في المنازل بعيدًا عن المقاعد الدراسية، ومرورًا بالعدوان الذي ترك أثرًا كبيرًا عليهم.

ولذلك تأتي الإجازة هذا العام لتخفيف القلق والتوتر الذي التصق بهم بعد تعرضهم للعدوان، والتخلص من ثقل العام الدراسي وضغوطه.

وتلفت إلى أن الاستفادة من الإجازة لا تتم دون تخطيط جيد من الآباء والطلاب لإدخال الفرح والسرور، إلى جانب المشاركات الاجتماعية لأقارب وأماكن عامة وآمنة مع مراعاة الحذر والحماية وأخذ الاحتياطات الصحية الكاملة، وإشراكهم في أنشطة ترفيهية ومخيمات صيفية، وقرآنية، وإشغال أوقاتهم في أمور مفيدة كحفظ القرآن، والقراءة.

وتبين وشاح أنه يجب تحديد بعض الأوقات التي نبدأ فيها نشاطات بسيطة حتى لا يثقل على الأبناء، وتتوسع مع مرور الوقت، كوضع خطة مراجعة لبعض المهارات التي لم يكتسبها الطالب في المدرسة خاصة للمراحل الابتدائية الأولى، ولكن لا بد أن تتم بطريقة تجذب الطفل كتحميل لعبة يتعلم فيها الطفل الكلمات باللغة الإنجليزية عبر الهاتف المحمول، وغيرها من الطرق.

وتختم بقولها: "الإجازة الصيفية بقدر ما فيها متعة، فهي تحمل بعض المتاعب، فترك الأطفال خارج البيت دون إشغالهم يعود بالسلب على شخصيته، ولذلك لا بد من استفادة الطالب منها بتعلم أشياء جديدة والكشف عن مواهب وتطويرها، ويمكن للأهل أيضًا تعويد وتدريب الابن على عادات بحاجة لزرعها في شخصياتهم كتعويده على الصلاة، ومشاركته في الزيارات".