فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

أسرى بأسرى، والضفة تفك حصار غزة؟!

ثمة وقف إطلاق نار، ولكن المعركة ما زالت مستمرة. غزة كانت قبل شهر تحت النار، الآن غزة تحت الحصار. نار الحصار لا تقل ألمًا عن نار الحرب، ومع ذلك غزة تقاوم، ومن الخطأ أن تستسلم. المنحة القطرية ستدخل قريبًا لمستحقيها كما تفيد المصادر القطرية وغيرها، وهذا جيد، سواء دخلت بضغوط إنسانية، أو بضغوط المقاومة، أو بغيرها من الضغوط، المهم أنها ستدخل وستستفيد منها الأسر الأكثر فقرًا، ويبدو أن حماس لا تضع شروطًا خاصة على آليات العمل، ومكتب قطر يملك حرية التصرف، وله أن يتعاون مع الأونروا ومع من يريد لتحقيق توزيع عادل للمساعدات.

غزة التي ترحب بدخول المنحة القطرية لن تقف صامتة وساكتة إزاء قرار الاحتلال بالاستمرار في منع دخول الحديد ومستلزمات الإعمار، لأن الهدم كان من مخرجات معركة سببها الاحتلال والحصار، ومنع إعادة الإعمار هي وصفة إسرائيلية لنقض وقف إطلاق النار والعودة للقتال، ودولة الاحتلال تعلم أن غزة ليس لديها ما تخسره إن عاد القتال من جديد، ولكن الاحتلال سيخسر كثيرًا، وفي النهاية هو مضطر لإدخال مواد الإعمار.

ملف الأسرى ملف منفصل عن ملفات الحرب. حماس جاهزة للتبادل. وهي جاهزة لتقديم تنازلات في إجراءات التبادل، ولكن لن تعيد الأسرى مقابل مواد إعمار، لأن الأسير يعود بأسير مثله، وعوائل فلسطين يجب أن تفرح بعودة بعض أسراها، كما تفرح عوائل المغتصبين بعودة أسراهم. حماس قالت بوضوح لا مجال لخلط الملفات، ولكل ملف ثمن، ولكل ملف آلية علاج، وقصة شاليط قدمت نموذجا للعمل في هذا الملف، وغزة لن تحطم النموذج الذي صنعه الجعبري رحمه الله ورفاقه.

إذا استمرت حكومة الاحتلال في تعنتها خشية سقوط الحكومة أمام ضربات الليكود، فإن غزة بمكنتها أن تسقط حكومة بينيت الهشة في أي ساعة تريد، ولكن ليس لغزة غرض في إسقاط حكومات الاحتلال أو المساعدة في إقامتها، غزة تبحث عن حقها في الحياة بلا حصار، غزة تريد حياة بمعابر مفتوحة أبدا مع العالم الخارجي بغض النظر عن حكومات العدو. كل دول العالم تعيش بلا حصار وبمعابر مفتوحة مع العالم، وغزة تريد أن تكون مثل أي منطقة في العالم، وإذا لم يساعد المجتمع الدولي على إعطاء غزة حقها في حياة بلا حصار، وحقها في التواصل المباشر مع دول العالم، فهذا يعني أن المعارك لن تنتهي بين غزة المحاصرة ودولة الاحتلال.

عندما تعود الضفة الغربية للمقاومة، وعندما تصبح غزة نموذجا يحتذيه شباب الضفة، ستعلم دولة الاحتلال حجم الخطأ الذي ارتكبته حكوماتها في إطالة عمر حصار غزة، وتهديدها بحروب مستمرة؟! لقد أثبتت المعركة الأخيرة أن الضفة هي أقرب ما يكون لغزة، وهي أقرب ما يكون للعودة للمقاومة، ومواصلة العدو حصاره لغزة سيسرع خطوات هذه العودة لا محالة.