فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"البحر إلنا".. مبادرة شبابية تعزز الثقافة البيئية بأعمال فنية

...
غزة- هدى الدلو:

أزعجهم تعامل بعض المصطافين مع البحر، وما يصدر عنهم من سلوكيات خاطئة، ما دفع المبادرين لسؤالهم: "هو البحر لمين؟"، لتستفزهم أكثر إجاباتهم، فآمنوا أنه لو تعامل كل فرد مع الممتلكات العامة على أنها ملكيته، فحتمًا سيكون التعامل مع البحر وغيره بأسلوب أفضل.

الشابة هناء الغول وهي أحد مسؤولي المبادرة، عاشت طفولتها على شاطئ بحر الإسكندرية، فارتبطت نفسيًّا بالمسطحات المائية.

اختارت مع مجموعة شبابية إطلاق المبادرة من خلال تأسيس استراحة تعاونية "البحر إلنا" التي تحمل الطابع الفني، لتعزيز الثقافة البيئية المدمجة بالأعمال الفنية.

في منطقة الشيخ عجلين الواقعة جنوب غرب غزة اختاروا المكان ليعكفوا على تأسيسها بجهودهم الفردية وطاقاتهم الشبابية، إلى جانب دعم بعض المؤسسات المحلية.

باب ثلاجة معطل هو بوابة الدخول، دُوِّر مجددًا ليكون تحفة فنية، إذ تقول هناء: "اعتمدنا في تجهيزنا للاستراحة التي منحتنا إياها بلدية غزة على النفايات الصلبة التي حصلنا عليها من مخازن البلدية، وبعض الشركات المحلية، لتستثمر بشكل يحافظ على البيئة من مخاطر وجود النفايات الصلبة كإطارات السيارات، وألواح الأخشاب "المشاطيح"، وإطارات سيارات وغيرها".

وتوضح هناء لصحيفة "فلسطين"، أن فكرة المبادرة الشبابية بدأت في عام 2019، وتقوم على إعادة تدوير النفايات الصلبة للاستفادة منها وصناعتها مجددًا بشكل أجمل، مضيفة: "عملنا على نقل مكان الاستراحة من منطقة الزوايدة إلى غزة لتصل فكرتنا بشكل أكبر وحماية البحر من الأعمال التي يقوم بها بعض المصطافين، وتغيير سلوكياتهم في تعاملهم مع البحر والبيئة".

استثمروا إبداعاتهم الفنية فوظفوا العروض المسرحية والحكواتي، والأغاني والزجل الشعبي، والفن التشكيلي بما يعزز المسؤولية المجتمعية تجاه الشاطئ.

تتابع هناء: "فكوني أمتلك موهبة في الكتابة والإخراج والتدريب في مجال الدراما سعيت لأني تكون الاستراحة مختلفة عما هو موجود، فإلى جانب العروض التي تقدم لتصل رسائل للمصطافين فإنها تضم مكتبة ومسرحًا، وأنشطة أخرى".

وتبين أنها استخدمت منهجية القيادة التشاركية، والتنظيم المجتمعي، والفن كوسيلة للاتصال والتواصل بين الناس، لتمرير الرسائل من خلال العروض الفنية التي يتم تقديمها بطريقة غير مباشرة.

وتشير هناء إلى أن الفرق الفنية الموجودة تعمل من خلالهم على توظيف الفن للتوعية بمخاطر النفايات الصلبة على البيئة عمومًا وشاطئ البحر خصوصًا، وأهمية الاهتمام به لكونه المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة.

من العدم صنعوا الحياة والجمال، ومن بين الدمار انتشلوا الفن، ليكون منهج حياة ووسيلة لحوارهم مع الناس، وضمت الاستراحة أيضًا عدة مكتبات، منها المكتبة الخضراء التي تحتوي على العديد من الشتلات لكل واحدة منها حكايتها الخاصة، وأخرى لعبة وحكاية وهي مكتبة تعطي مساحة لتجتمع فيه الأم مع طفلها، وأخرى تضم عددًا من الكتب يمكن الاستفادة منها.

وعن التحديات التي واجهتهم، تشير هناء إلى صعوبة إيجاد تمويل، ونظرة البعض لوجود الفتاة على البحر.

ويتطلب دخول المواطن إلى الاستراحة بدلًا من الرسوم، تقديم بعض النفايات الصلبة المنزلية، أو التطوع لتنفيذ نشاطات على شاطئ البحر، مع الحفاظ على نظافة المكان.

ويتوسط المكان نافورة مياه صنعت من إطار جرافة، وسلة نفايات حديدية، وأخشاب مستخدمة، ويسعى أعضاء الفريق إلى تغيير الثقافة السائدة بين الناس وبعض السلوكيات الخاطئة، والحفاظ على البيئة، وإيجاد بصمة للفن في الحياة، والعمل على توسعة المكان.