فلسطين أون لاين

اللهم وفِّق طلبة "توجيهي"

...
صورة تعبيرة عن طلبة توجيهي
غزة/ ريما عبد القادر:

أصبحت ملامح طلبة الثانوية العامة معروفة في أثناء سيرهم في خطوات متتالية إلى المدارس التي توجد فيها قاعات امتحاناتهم.

حينما تنظر إليهم ستشعر ببعض الارتباك وشيء من الخوف الظاهر عليهم خاصة أن هذه المرحلة تعُد لدى الكثير مرحلةً فاصلة في حياته.

وتجد أن مؤشر التوتر يكون أكثر وضوحًا عند أهالي الطلبة، فالبعض يرى أنهم محقون بذلك، فهذه المرحلة "مصيرية" كما يطلق البعض عليها، الأمر الذي يجعل بيت كل طالب كما يقول المثل: "ترمي الإبرة بترن فيها"، وأي ردة فعل عنيفة قد تحدث لا بد أن تتبعها كلمة "متوتر علشان في بيتنا توجيهي".

وغيرها من الأمور التي تُعلن فيها حالة استنفار كما لو كانت عبارة عن التأهيل لمعركة تُعلن قرب دق طبول الحرب فيها.

الأمر الذي يزيد من الضغط النفسي للطالب بشكل كبير خاصة أن كل من يراه حتى الذي لا يعرفه بمجرد أن يعلم أنه طالب توجيهي لا بد أن يجري معه تحقيقًا لمعرفة الأسئلة والإجابات، الأمر الذي يزيد من إرهاق الطالب خاصة حينما يعود من الامتحان وقد بذل مجهودًا ليس بتقديمه فحسب، بل بدراسته.

فلا بد من إعادة النظر بالموضوع، وبدل من أن نكون عاملًا من عوامل زيادة الضغط على طالب توجيهي، ينبغي أن نكون عاملًا من عوامل نجاحه بتفوق.

ويكون التشجيع حينما نراه بأن نجعل مسامعه تسمع طيب الدعاء له بالتفوق، فهذا له تأثير كبير على نفسيته، ونذكره أن الدراسة والمشاركة في تقديم الامتحانات هي من باب الأخذ بالأسباب وإن النتائج هي بقدر من الله تعالى.

ونذكره بالمحافظة على الصلاة، والدعاء وخاصة عند السجود بأن يطلب العون والاستعانة من الله تعالى له بالتوفيق، وتلاوة القرآن التي تكون لها تأثير جميل عليه.

وأنتِ أيتها الأم الغالية، أشعر بخوفك وقلقك، فهذا أمر قد لا يكون إراديًّا فهذه مرحلة "توجيهي"، لكن لا نريد أن يزيد الخوف عن حده الطبيعي، ومن ثم سيؤثر ذلك في نجلك ويشعر أنك عامل ضغط لا ارتياح.

غاليتي تذكري أن وجبة الفطور ستساعده على التركيز أكثر من تذكيره بين دقيقة وأخرى بقراءة كل الأسئلة بتأنٍّ كبير قبل الإجابة.

ولا تنسي أن تتزينَ ملامحكِ بالابتسامة الجميلة عند الدعاء له عند ذهابه للامتحان، وعند عودته لا تكثري من السؤال عن الامتحان بتفاصيل لن تجدي نفعًا، إنما استقبليه بابتسامتك الجميلة وشجعيه على أخذ بعض الراحة حتى يستعد لدراسة المادة الأخرى خاصة أن المادة السابقة قد انتهت فلا داعي لبذل الطاقة في البحث عن إجابة لكل السؤال.

تحدثي معه بين فترة وأخرى بما يزيد من نشاطه خاصة حينما تصطحبي معك فنجانًا من القهوة وبجواره قطعة من الحلوى اللذيذة.

ومن الأمور الجميلة؛ الدعاء لهم بالتوفيق والنجاح: اللهم وفق طلبة الثانوية العامة وافتح عليهم فتحًا مبينًا ويسر أمورهم واشرح صدورهم ويسر كل ما هو صعب عليهم وألهمهم الرشد والصواب.