فلسطين أون لاين

قتلته قيادة غير مؤتمنة

قيادة غير مؤتمنة على حياة المواطن، هذا تعليقي على مقتل الناقد السياسي على صفحات الفيسبوك نزار بنات. لماذا قتلت أجهزة أمن السلطة من الأمن الوقائي والمخابرات نزار بنات، ابن خليل الرحمن؟! لماذا قتلته، ولماذا أعلنت حكومة اشتية تشكيل لجنة تحقيق؟!

القتل الصريح الواضح يا اشتية لا يحتاج إلى تحقيق، القتل الصريح الفج يحتاج إلى قرار اعتقال القاتل؟! القاتل ارتكب فيما يبدو عملية القتل عمدًا بقرار من حكومتكم، أو بقرار من رئيسكم؛ لأن المخابرات العامة تتبع الرئيس، والأمن الوقائي يتبع حكومتكم.

بعبارة أخرى أنتم من قتلتم، فهل يجوز لمن قتل أن يحقق في عملية تدينه وهو مسئول عنها؟! سها عرفات طلبت منكم الاستقالة بحكم المسئولية غير المباشرة. ونبيل عمرو عضو المركزية قال لكم لقد نزعتم ما تبقى من حرية يتغذى بها الشعب الفلسطيني، وهي حرية الرأي والتعبير. وقال وقال غيره إنكم بقتله تدمرون السلطة، وتجلبون ضغوطًا دولية وشروطًا جديدة على المساعدات الأجنبية.

لقد استمعت لنزاز رحمه الله في فيديو ينتقد فيها المخرج خالد من تلفزيون فلسطين في أوبريت مجد فيه الرئيس، وكان فيه أخطاء لغوية وفنية وفكرية، استفاد منها نزار في نقد الرئيس وما سماه تلفزيون فلسطين: الإبداع؟! وكان نزار بصحة جيدة، وعافية متينة، يقدم رسالته للمواطن الفلسطيني بقوة مقنعة، في تحدٍ للفساد بدون مواربة.

استمعت له، واستمعت لزوجه بعد وفاته وهي تتحدث عن قتله بشكل متعمد، وهي تشرح طريقة اعتقاله وضربه، وتقول إنه تم بتنسيق أمني مع (إسرائيل) لأن نزار كان يتواجد في منطقة(ج) التي تخضع أمنيًّا للاحتلال فكيف وصلت إليه السلطة؟! وطبيب الطب الشرعي قال: الوفاة غير طبيعية، وتوجد في الجسد كدمات وتهتك في الرئتين، وآثار عملية خنق، وبناء عليه فالموضوع لا يحتاج إلى تحقيق.

 الجماهير التي شيعته إلى القبر، ووقفت احتجاجًا على قتله تطلب اعتقال المجرمين، ومحاسبة المسؤولين، ولا اعتقد أن قلة المبالاة التي يبديها عباس واشتية تصلح لمعالجة هذا الموقف وأمثاله، وإذا لم يبادر اشتية للاستقالة، أو لاعتقال المسؤولين عن القتل فإن حالة الاحتقان ستتسع، وستدفع حركة فتح ضريبة باهظة.

أنقذوا انفسكم من العار، وأنقذوا فتح من الانهيار، نزار مواطن ينتقد بالكلمة ولا يحمل بندقية، وليس منظمًا في تنظيم معادٍ، أو يسعى لقلب نظام الحكم في المقاطعة؟! إن من يتجرأ على دماء الأبرياء باسم السلطة والأجهزة لا يستحق أن يكون وطنيًّا، ولا فلسطينيًّا، فكيف يكون حاكمًا؟! نعم إنها قيادة غير مؤتمنة على الوطن ولا على المواطن.

المصدر / فلسطين أون لاين