فلسطين أون لاين

15 عامًا على عملية الوهم المتبدد.. وفي جعبة المقاومة المزيد!

...

شكّل يوم 25 يونيو / حزيران، والذي يصادف الذكرى الـ 15 لاسر الجندي جلعاد شاليط لدى المقاومة، ويعتبر علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، إذ تمكنت مقاومته من أسر الجندي من دبابته في قلب موقع كرم أبو سالم العسكري جنوب قطاع غزة.

وتعدّ "الوهم المتبدد" واحدة من أنجح العمليات الفدائية في تاريخ الشعب الفلسطيني على الأصعدة كافة بدءًا من التخطيط للتنفيذ واقتحام الموقع العسكري "الإسرائيلي" وقتل وإصابة عدد من الجنود وأسر الجندي "شاليط".

وفي التفاصيل، نفذ مجاهدو كتائب القسام وجيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين، عملية "الوهم المتبدد" صباح يوم الأحد 25 يونيو 2006 واستهدفت موقع الإسناد والحماية التابع لجيش الاحتلال على الحدود الشرقية لمدينة رفح.

وبدأت العملية، وفق موقع القسام، في تمام الساعة 05:15 بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم "الإسرائيليين" بمدفعية الهاون، ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام والتي تسللت للموقع عبر نفق أرضي وتمركزت خلف صفوف العدو، وانقسمت إلى عدة مجموعات وكل مجموعة كلفت بضرب أهداف محددة.

المجموعة الأولى، فجرت دبابة "الميركافاة" التي كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع، ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، ووقوع جندي على قيد الحياة في قبضة القسام.

أما المجموعة الثانية، فقد دمرّت ناقلة جند وقتلت جميع طاقمها، لكن الاحتلال كما جرت العادة حاول التكتم على خسائره وتقليلها، حينما ادعى أن "الناقلة" موجودة في الموقع لغرض التمويه.

ودمرّت المجموعة الثالثة، الموقع العسكري الاستخباري "البرج الأحمر" جزئيا، قبل أن تشتبك مع جنود الاحتلال الذين يعتلون الموقع، واستشهد خلال الاشتباك، المجاهدان حامد الرنتيسي ومحمد فروانة.

وبعد تنفيذ العملية بإتقان شديد، انسحب المجاهدون الذين اقتحموا الموقع وعادوا إلى قواعدهم بصيدٍ ثمين، أحيا الأمل بالحرية للأسرى في سجون الاحتلال.

خسائر الاحتلال

وكبدّت المقاومة، الاحتلال، خسائر بشرية ومادية وأمنية فادحة جراء عملية "الوهم المتبدد"، في المقابل حققت المقاومة إنجازات قبل وأثناء وبعد هذه العملية النوعية.

وتمثلت الخسارة الأكبر للاحتلال والإنجاز الثمين للمقاومة، في أسر الجندي "شاليط" من داخل دبابته، بالإضافة إلى مقتل قائد الدبابة ومساعده وإصابة 6 آخرين بجراح.

ودمرّ المجاهدون خلال العملية، دبابة الميركافاة (3) المطورة، وكذلك ناقلة جند مصفحة بالإضافة إلى حدوث أضرار جزئية في الموقع العسكري الاستخباري (البرج الأحمر).

وألحقت هذه العملية خسارة أمنية فادحة بالاحتلال، وعلى إثرها نشبت خلافات حادة بين جهاز "الشاباك" وجيش الاحتلال حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية.

وفشلت جميع أجهزة جيش الاحتلال في كشف أمر النفق الذي استخدمه المجاهدون في عملية اقتحام الموقع العسكري، بدءا من الحفر وصولا إلى تنفيذ "الوهم المتبدد".

ونجحت المقاومة في الاحتفاظ بالجندي "شاليط" على قيد الحياة على الرغم من مماطلة الاحتلال ومحاولته الوصول إليه أو استعادته، وذلك بفضل "وحدة الظل" في كتائب القسام التي يسند لها تأمين أسرى العدو.

وبحسب موقع القسام، فإن "وحدة الظل" هي أحد أهم وأكثر وحدات الكتائب الأمنية السرية التي يسند لها تأمين أسرى العدو، حيث كان لها دور في العملية الأضخم والأكثر تعقيدا في تاريخ الصراع مع الاحتلال "عملية احتجاز شاليط" التي درات فصولها على مدار ما يزيد عن 5 سنوات.

ففي تاريخ 3 يناير 2016، كشفت كتائب القسام في مقطع فيديو تضمن صوراً جديدة للجندي شاليط، أن وحدة "الظل" ساهمت بشكل مباشر في أعقد عملية أمنية خاضتها المقاومة في تاريخ الصراع مع العدو.

وأضافت أن " وحدة الظل" هي إحدى وحدات المهام الخاصة للقسام، وتأسست منذ 10 سنوات (قبل 2016) لاعتبارات عملياتيه في إطار مهمة كسر قيود الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، وتابعت قائلة :"الوحدة بضباطها وجنودها هي بمثابة حلقة مفقودة ومهمتها الأساسية أن تظل على الدوام كذلك ".

وبفضل ذلك، بدأ الاحتلال بالرضوخ لشروط قيادة القسام، إذ شهد تاريخ 2 أكتوبر 2009 إتمام صفقة الحرائر برعاية الوسيط الألماني، وهي قيام الاحتلال بالإفراج عن (20) أسيرة فلسطينية، وثلاثة أسرى من الجولان السوري، مقابل شريط فيديو لمدة دقيقة للجندي "شاليط".

وعقب هذه الصفقة، عاد الاحتلال لأساليبه ومماطلته لمدة تجاوزت العامين، إلا أن رضخ مجددا أمام إصرار وعزيمة كتائب القسام، وتمت صفقة التبادل المعروفة باسم "وفاء الأحرار".

وتمت هذه الصفقة بوساطة من المخابرات المصرية، وكان العدد الكلي للأسرى المفرج عنهم في الصفقة (1027) وجرت على مرحلتين، الأولى بتاريخ 18 أكتوبر 2011 شملت 477 أسيرا منهم 315 محكومين بالسجن المؤبد والباقي من المحكوميات العالية، إضافة إلى 27 أسيرة منهم خمسة محكوم عليهن بالسجن المؤبد.

أما المرحلة الثانية التي نُفذت بعد شهرين من الأولى، فقد شملت 550، وذلك وفق معايير أهمها أن لا يكون الأسرى المفرج عنهم معتقلين على خلفية جنائية.

وفي ذكرى أسر شاليط، لا يزال ملف الأسرى حاضرا بقوة على الطاولة لإبرام "صفقة تبادل" جديدة، في وقت تسعى كتائب القسام لزيادة غلتها من الجنود "الإسرائيليين" الأسرى لعقد صفقات تبادل لتحرير المعتقلين في سجون الاحتلال على غرار "وفاء الأحرار".

وتحتفظ كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" بأربعة ضباط وجنود "إسرائيليين"، تمكنت من أسرهم خلال عام 2014 بينهم 2 من وحدات النخبة "غفعاتي" و"غولاني"، فيما يقبع في سجون الاحتلال ما يزيد عن 5 آلاف أسير يترقبون صفقة تبادل تحررهم.

المصدر / فلسطين أون لاين