في العاشر من تموز العام الماضي قال هنري كيسنجر في حوار أجرته معه جريدة “ديلي سكيب” الأمريكية، “إن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب و سيكون على (إسرائيل) خلالها أن تقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتحتل نصف الشرق الأوسط” .وأضاف : “لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية، لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران”. وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون (الانفجار الكبير) والحرب الكبرى قد قامت، ولن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي (إسرائيل) وأمريكا.. وسيكون على (إسرائيل) خلالها القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح، لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط”.
وأضاف كيسنجر منذرا بأن “طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، و الأصم فقط هو من لا يسمعها”، مبرزا أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي فسوف تسيطر إسرائيل على نصف منطقة الشرق الأوسط.
كيسنجر، ثعلب السياسة الدولية، وزير خارجية نيكسون وأحد أقطاب اليهود في العالم، هو المخطط الرئيسي لسياسة الاحتواء المزدوج للقوتين الكبريين في المنطقة، العراق وايران في الثمانينات. وترتكز هذه الساسة على خطاب مزدوج والتحدث بلسانين للطرفين وإشعال نار العداوة والحروب بينهما، وهي النار التي تحرق كلا الطرفين وتستنزف ثرواتهما وجيوشهما. تساعد طرف على الانتصار على الآخر ومن ثم الانقضاض على المنتصر. ولنا في حرب الثماني سنوات بين العراق وايران ثم ما فعلوه بعراق صدام حسين وصدام نفسه مثالا على ذلك.
إن ما يجري في منطقتنا العربية مخطط له منذ عشرات السنين وقد كشف عنه المفكر الفرنسي تييري ميسان رئيس ومؤسس شبكة R seau Voltaire. حول ما يسمى "الحكومة العالمية". يقول ميسان إنه قام بالبحث عن وثائق وشهود عيان. ووصل إلى كافة سجلاتها ومحفوظاتها الواقعة ما بين 1954 و1966، ولعدة سجلات لاحقة لهذه الفترة، واستطاع مناقشة أحد ضيوفها السابقين، الذي يعرفه منذ وقت طويل.
ويورد ميسان معلومات غاية في الخطورة، ربما تفسر الكثير من الغموض الذي يكتنف مجريات الأحداث المفصلية في العالم، ومنها الانهيار السريع المفاجئ لإحدى القوتين العظميين، التي ظلت لعقود تسيطر على نصف الكرة الأرضية، نعني الاتحاد السوفييتي، وسيطرة القوة الثانية على كل الكرة الأرضية (الولايات المتحدة الأميركية).
يقول المفكر الفرنسي إن 70 شخصية شاركت في الاجتماع الأول لهذه الحكومة العالمية، من 13 دولة أوروبية والولايات المتحدة الأميركية. وهو عبارة عن حلقات دراسية دامت ثلاثة أيام، من 29-30 أيار 1954، بالقرب من مدينة ارنهيم (في هولندا). توزع الضيوف خلالها في فندقين قريبين، إلا أن المناقشات جرت في المقر الرئيس، والذي أعطى اسمه “بيلدربرغ” للمجموعة.
ووفقاً للوثائق التحضيرية، حوالي عشرين مشاركاً حصرياً كانوا على اطلاع بالأمور السرية. يعرفون تفاصيل عن هوية الذين يمسكون بالخيوط، والذين صاغوا مسبقاً مداخلاتهم. وقد عُدلت أدق التفاصيل، ولم يترك لأي عنصر من العناصر للارتجال. وعلى العكس، المشاركون الخمسون المتبقون، لا يعرفون شيئاً عما يُحاك. يتم اختيارهم للتأثير في حكوماتهم، وفي الرأي العام في بلدانهم.
بالنظر إلى الأعضاء الفاعلين في المجموعة، نلاحظ أن معظمهم من اليهود، وأبرزهم هنري كيسنجر ، وديفيد روكفلر أحد أغنى أغنياء العالم، فهل هذه هي الحكومة العالمية التي تحدثت عنها بروتوكولات حكماء صهيون.
ما أشبه اليوم بالماضي! وما أتعس العرب الذين لا يعتبرون من تجاربهم!