بات من المؤكد أن الضوضاء والجلبة وتوتير العلاقات بين حماس وفتح التي يثيرها أمثال الهباش والغول ورباح وبعض الناطقين الإعلاميين باسم حركة فتح لا تعكس الصورة الحقيقية للعلاقة بين حركة حماس والرئاسة الفلسطينية أو حركة فتح بشكل عام، حيث فاجأتنا حركة حماس بموافقتها على حضور حفل افتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح بعد تلقيها دعوة رسمية منها، ولو كان الصراخ في مسجد المقاطعة وما يكتبه الكتاب من مقالات تحريضية ضد حماس واقعيًا لما لبت حماس دعوة فتح.
كنا نتوقع ألا تلبي حماس الدعوة إلا بشروط ولكن يبدو أن الحركتين فتح وحماس قطعتا شوطًا لا بأس به من التفاهمات غير المعلنة وخاصة بعد لقاء القادة في قطر لأننا لم نعتد على حماس أن تقدم شيئا مجانيا لخصمها السياسي، وحضور حماس حفل افتتاح المؤتمر السابع له أهمية بالغة في ظل الانقسام وتعثر جهود المصالحة.
تلبية حماس للدعوة تأكيد منها أنها لا تنسج علاقاتها وتحالفاتها الداخلية مع أفراد وإنما مع التنظيمات، وبهذا تنفي كل ما يشاع حول هذا الأمر وخاصة في قطاع غزة، وهذا موقف صائب لأنه يحمي الوحدة الوطنية ويحفظ الصف الفلسطيني من التشظي أكثر مما هو عليه الآن، كما أن موقفها الإيجابي يبين حسن نواياها تجاه المصالحة, فرغم الأجواء المتوترة ورغم إفشال انتخابات الهيئات المحلية التي كان من المفترض أن يتم إنجازها قبل شهرين فقد طوت الصفحة على أمل أن ترتب حركة فتح بيتها الداخلي حتى تكون قادرة على المضي قدمًا لإنجاز مصالحة حقيقية.
إن حضرت حركة حماس حفل افتتاح المؤتمر وتم الأمر كما هو متوقع، نتمنى أن تقابل الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح هذا الموقف بخطوات إيجابية تجاه حركة حماس وذلك بتسريع إنجاز المصالحة وبتخفيف الضغوط عن الحركة في الضفة الغربية ويقابلها أيضًا تخفيف ضغوط من جانب حركة حماس على حركة فتح في قطاع غزة، وإن لم يتحقق ما نتوقعه أو نأمله فإن حماس لن تكون قد خسرت أي شيء ولا يجوز للذين يصطادون في الماء العكر ممن يحسبون أنفسهم من حماس أو من المقربين منها والناصحين لها أن يستغلوا الفرصة في جلد حماس والتشكيك في نهجها كما يفعلون في كل فرصة تتاح لهم.