يحيى السنوار يدلي بتصريح غير معتاد بعد لقائه المبعوث الأممي، هذا ما عنونته الصحافة الصهيونية التي لم تتوقع أن يدلي السنوار قائد حركة حماس في قطاع غزة بهذه التصريحات بعد لقائه مبعوثا أمميا بهذا المستوى الرفيع، ربما توقعت أن تكون اللغة الدبلوماسية هي الغالبة وأن يرتضي شعبنا الفلسطيني بأي حل خاصة بعد جملة من التصريحات النارية التي صدرت عن المسؤولين الصهاينة خلال الأيام السابقة التي حملت لغة التهديد والوعيد لغزة وأهلها، وهذا خطأ يقع فيه دائما هؤلاء المسؤولون رغم علمهم بأن شعبنا لن يخشاهم وأن نيران معركة سيف القدس لم تهدأ بعد.
وأن يدلي السنوار بهذه التصريحات التي عبر فيها عن آمال وطموحات شعبنا بأن اللقاء كان سيئا لأنه لم يلب هذه الطموحات والأهداف، ولأنه جاء بالحد الأدنى من الحقوق، وهذا تأكيد بأن معركة سيف القدس قد تغيرت المعادلة بعدها وأن ما كان يطالب به شعبنا قبل المعركة ليس هو ما يطالب به بعدها، والمقاومة تؤكد أنه في حال استمرار الأوضاع بهذه الطريقة فإن التوتر سيزداد سخونة.
كان واضحا من تصريحات السنوار وتعبيرات وجهه بأن ما قام به العدو الصهيوني وطائراته خلال الأيام الأخيرة لم يشكل أي ردع للمقاومة، بل أن ما أدلى به نفتالي بينت رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربه بيني غانتس من تصريحات ضد غزة ما هو إلا تعبير عن فشلهم وأزمتهم الداخلية التي وضعتهم فيها المقاومة نتيجة معركة سيف القدس، خاصة أن كل المحللين السياسيين والمختصين بالشأن الصهيوني يؤكدون بأنها حكومة ضعيفة ومهزوزة وأن نتنياهو يترصد لها.
واضح أننا نخوض معركة سياسية مع هذا العدو الصهيوني وهي استكمال للمعركة العسكرية، وتصريح السنوار يأتي في هذا الإطار مؤكدا أننا لن نرتضي بأي حل ويجب أن يكون حلا يرضي شعبنا، وهذا يشير إلى أن المنطقة لن تستقر وسيكون هناك مواجهات بشكل أو بآخر، وهذا ما نبه له الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي قال لقناة صدى البلد المصرية بأن المؤشرات تؤكد بأن المنطقة لن تستقر لأربع أو خمس سنوات كما يحدث بعد كل وقف لإطلاق النار، وهذه المرة مغايرة وسيكون هناك توترات من وقت لآخر، مضيفا أن الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة والداخل لديهم شغف بمواجهة (إسرائيل). كلام أبو الغيط يؤكده تصريح السنوار أن المنطقة لن تستقر وأن المقاومة الفلسطينية ستفرض واقعا جديدا وأن الأمر لم يعد مرتبطا بالكيان الصهيوني فقط.
تخيلوا أن وزير الحرب الصهيوني يقول بأن غزة لن تنعم اقتصاديا طالما لم يتحقق شرطان هما عودة الجنود الأسرى وتحقيق الاستقرار الأمني، هذا التصريح الصادر عن غانتس فيه اعتراف واضح بأن المقاومة هي صاحبة اليد العليا وهي من تقرر في موضوع الإفراج عن جنودهم الأسرى لديها بعد تحقيق مطالبها وشروطها بتحقيق صفقة تبادل رابحة للمقاومة، وأن الاستقرار الأمني بيد المقاومة في حال التزم العدو بشروطها.
وللعلم فإن الإعلام العبري يقول إن تكلفة صواريخ القبة الحديدية بلغت 400 مليون شيكل يعني أنها لم تفشل فقط وإنما رفعت التكلفة المالية للحرب على العدو الصهيوني.