فلسطين أون لاين

مؤشرات قلق وعض أصابع

ثلاث مؤشرات تبعث على القلق. ظهرت في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة مؤشرات سياسية تبعث على القلق، وتستدعي التفكير والتركيز.

المؤشر الأول كان من غزة، وبالتحديد من لقاء رئيس مكتب حماس بغزة مع مندوب الأمم المتحدة، إذ قالت حماس: اللقاء كان سيئًا، ولم يسفر عن تقدم في مقاربة الحالة الإنسانية في غزة، وقالت قيادة حماس: إنها في حاجة لممارسة ضغوط شعبية، وهي ستجتمع بالفصائل لإبلاغها بنتائج الاجتماع.

والمؤشر الثاني جاء من القاهرة، وفيه أعلنت القاهرة تجميد وساطتها في ملف تبادل الأسرى، لأن الجانب الإسرائيلي يربط إعادة الإعمار بالأسرى.

والمؤشر الثالث من (تل أبيب)، وبالذات من وزير الدفاع غانتس، الذي صرح بأنه لا عودة للاقتصاد الفلسطيني قبل عودة الأسرى لدى حماس، هذا وزعم أن الحرب لم تنتهِ، وأن الجيش يستعد لاستئناف القتال.

هذه المؤشرات مجتمعة تبعث على القلق، وتقول إن (جرح تل أبيب الكبير) يمنع الحكومة الجديدة من التعاون مع مصر في الملفات الإنسانية، وملفات الأسرى، ويدفع بلغة التهديد إلى الواجهة.

غزة قالت كلمتها، الأسرى ملف مستقل لا علاقة له بالحرب ولا بإعادة الإعمار. وقالت نحن جاهزون لكل الاحتمالات، والتهديد بالحرب لا يخيفنا.

وفي ظني أن تهديد العدو باستئناف القتال هو نوع من الابتزاز، والمناورات الداخلية، ذلك أن دولة العدو كانت في حاجة لوقف إطلاق النار، بالقدر الذي كانت غزة في حاجة إليه، والقتال ليس لعبة كرة سلة أو قدم حتى تعود له حكومة ضعيفة، بإتلاف هش، بحيث تكون الحكومة والإتلاف أول ضحايا استئناف القتال.

بينيت يدرك أنه لا يستطيع أن يجمع بين القتال والبقاء في الحكومة، ونتنياهو لم يسلمه بيت رئيس الوزراء لأنه يعتقد أنه عائد، وأنه لا داعي لتسليم البيت لبينيت.

واللافت في خطاب حماس أنها المرة الأولى التي يوصف فيها لقاء لها مع ممثل الأمم المتحدة بأنه سيئ، مع أن جل اللقاءات المماثِلة مع الممثلين السابقين كانت سيئة، وكانت حماس تستخدم اللغة الدبلوماسية في وصف مخرجات اللقاء، هذه المرة الأولى التي تغادر حماس لغة الدبلوماسية، وتصف مخرجات اللقاء بالصفات الحقيقية، بلا تجميل، وهذا يعني أن القيادة تشعر بدرجة من الغضب بسبب الموقف الدولي ومواقف الآخرين.

المجتمع الدولي لا يريد العودة للقتال، وغزة لا تريد ذلك، وحكومة العدو تسقط لا محالة بالعودة للقتال، وهي تفضل الابتزاز والضغط بالحصار، وغزة فيما يبدو لا تقبل بضغوط الحصار، ولا بسلبية المجتمع الدولي، لذا لن تقبل ببقاء الوضع هذا مدةً أطول، وقادة الفصائل هم من وعدوا بانفراجة في الحصار برضا العدو أو بإرغامه على ذلك. الحالة العامة هي حالة قلق، وحالة عض على الأصابع، وغزة في النهاية ستحقق في ظني ما تريد، لأنها ليس لديها ما تخسره، وليس لديها كبيرًا تعطيه.