عقد مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي "الكابينت" في الساعات الماضية أول اجتماعاته في حلته الجديدة، لإجراء سلسلة من المناقشات المعمقة، وعلى جدول الأعمال قرار فوري بشأن إيران، وتعزيز الاستعدادات للحرب في الجبهة الشمالية، والتحضير لاحتمال القيام بعمل عدواني في غزة.
سبق هذا الاجتماع أن خاضت حكومة نفتالي بينيت أول تحدٍّ أمني لها، فقد مرت مسيرة الأعلام للمستوطنين في القدس، دون عاصفة معاكسة، وبقيت أحداث غزة متوترة، لكن تحت السيطرة، وزعمت (إسرائيل) أنها تسعى لتطبيق "قانون البالون مثل قانون الصواريخ"، وهذا جملة من التحديات التي ستواجهها الحكومة الجديدة مستقبلا خلال السنوات القادمة.
ستواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة سلسلة من القضايا الأمنية، كل منها تتطلب صياغة سياسية، ووضع مسارات للعمل، ويحتمل أن مجلس الوزراء السياسي الأمني، الذي نادرا ما اجتمع في السنوات الأخيرة، سيجتمع في الفترة القادمة بشكل متكرر لسلسلة من المناقشات المعمقة، وعلى الأجندة العاجلة إيران والولايات المتحدة والجبهة الشمالية والساحة الفلسطينية، وهيكلية الجيش، وميزانيته.
التحدي الأول والفوري هو البرنامج النووي الإيراني، فالقوى العظمى وإيران على وشك توقيع اتفاق، الذي لن يحرر حكومة بينيت من التعامل مع القضية، بل سيُطلب منها أن تقرر على الفور ما يجب فعله، لأن إيران أقرب بكثير للمسألة النووية اليوم أكثر مما كانت عليه عندما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية 2018.
يتركز النقاش الإسرائيلي للملف الإيراني على ثلاث قضايا، أولاها إنتاج الأسلحة، خاصة الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة، والطائرات المسيرة، وثانيتها جهودها لفتح المزيد من الجبهات في مواجهة (إسرائيل)، لاسيما في سوريا ولبنان، وبدرجة أقل في اليمن والعراق، وثالثتها نشاطها العسكري المستمر في المنطقة وحول العالم.
الحديث الإسرائيلي عن حزب الله أخذ حيزا من نقاشات الكابينت الأول، ورغم أن هناك شكوكا بأن يكون الحزب مهتما بالحرب، لكن بالنظر إلى خطأ قراءة الاستخبارات الإسرائيلية لتحركات حماس في غزة، فإن الأمر يستحق إعادة النظر في افتراضات العمل فيما يتعلق بحزب الله ولبنان، الذي يمر حاليا بأزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وفي حين اعتمد الهدوء الأمني النسبي في الضفة الغربية بشكل أساسي على جهود جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، ولكن أيضا إلى حد كبير على التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية، التي ضعفت قبضتها مؤخرا على عدة مناطق، فمن الواضح أن تجديد الاتصالات الإسرائيلية معها سيتم على الأرجح من خلال الوساطة الأمريكية.
أما الحديث عن الوضع في غزة، فإن الحرب الأخيرة سعت لتعزيز الردع الإسرائيلي الذي لم يتحقق، وإنجازاتها لم تتبلور بعد، والهدوء ما زال هشا للغاية، وليس من المستبعد أن تقوم (إسرائيل) قريبا باتخاذ المزيد من الإجراءات العدوانية في غزة، التي تتحضر المقاومة لها.