اشتكى أصحاب فقاسات، ومربو دواجن في قطاع غزة تعرضهم لخسائر مالية كبيرة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، واستمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لأكثر من ستة أسابيع، في حين أكدت وزارة الزارعة وقوفها إلى جانبهم ومساندتها للمزارعين، وسعيها نحو المحافظة على التوازن بين المربي والتاجر والمستهلك بما يضمن تغطية تكاليف الإنتاج وتوافر المنتج بأسعار مناسبة للمستهلك.
فمربي الدواجن أبو مهران الشواف (55) عاماً، تكبد خسارة مالية كبيرة من جراء منع الاحتلال إدخال الأعلاف التي يحتاج إليها عبر معبر كرم أبو سالم، ولتعذره أصلاً الوصول إلى مزارعه الموجودة بالقرب من الحدود الشرقية خلال أيام العدوان.
وقال الشواف لصحيفة "فلسطين" إن حجم خسارته بسبب العدوان قدرها (700) مليون شيقل، إذ لم يتمكن خلال أيام العدوان من الوصول إلى مزارعه الأربع الواقعة شرق خانيونس جنوب قطاع وتقديم الأعلاف والماء للدواجن، ما ترتب على ذلك نفوق أعداد كبيرة، وانتشار الأمراض بين الطيور.
ولفت الشواف إلى أن (3) آلاف طائر بقيت حية من أصل (19) ألف طائر، وأنه اضطر إلى بيع المتبقي بسعر زهيد لتجار التجزئة، على الأقل لتحصيل جزء من المال لتسيير احتياجاته الضرورية.
وحث الشوا على ضرورة تقديم الدعم والإسناد إلى مربي الدواجن، والإسراع في تعويضهم عن خسائرهم في العدوان الأخير، وعن الخسائر السابقة.
من جهتها أكدت الجمعية الزراعية النقابية للفقاسات والدواجن والأعلاف أن واقع مربي الدواجن وأصحاب الفقاسات صعب للغاية بسبب الصعوبات التي تواجههم، مشيرة إلى أن سماح وزارة الزراعة بإدخال الدجاج المبرد من الجانب الإسرائيلي يضر بالمنتج الوطني، وأنه يحتاج إلى إعادة دراسة بحيث يتم التوريد وفق احتياجات السوق.
وقال أمين سر الجمعية سمير المصري لصحيفة "فلسطين" إن وزارة الزراعة بررت السماح للتجار بإدخال الدجاج المبرد إلى قطاع غزة لخفض أسعار الدواجن المحلية التي حدث عليها ارتفاع لعدة عوامل من أهمها العدوان الأخير".
وأضاف المصري" نحن لسنا ضد أن يحصل المستهلك على السلع بسعر ملائم لكن ألا يكون ذلك على حساب المربي وأصحاب الفقاسات، لذلك طلبنا من وزارة الزراعة أن تتبع سياسة تدريجية في إدخال الدجاج المبرد وفق احتياجات السوق".
ولفت المصري إلى أن أصحاب الفقاسات ومربي الدواجن تعرضوا لمعيقات ومشكلات جمة بسبب تقلبات الطقس، وانتشار مرض" نيوكاسل" بين الطيور، والعدوان الإسرائيلي الأخير.
من جانبه أوضح وكيل وزارة الزراعة د. إبراهيم القدرة أن الوزارة تسعى إلى المحافظة على التوازن بين المربي والتاجر والمستهلك بما يضمن تغطية تكاليف الإنتاج، وتوافر المنتج بأسعار مناسبة للمستهلك، لافتاً إلى أن الوزارة لا تحدد الأسعار، ولكنها تتدخل ضمن إجراءات وقرارات تضمن ضبطها وتحقيق التوازن.
وشدد القدرة خلال لقائه بوفد من جمعية أصحاب الفقاسات، وعدد من كبار مربي الدواجن في قطاع غزة، على دور وزارته في الرقابة وعدم التهاون مع التجاوزات المخالفة لقرارات الوزارة، مع تأكيده مساندة المربين وأصحاب الفقاسات والعمل بكل ما تستطيعه الوزارة لمساعدتهم في تخطي الأزمات التي يمرون بها.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الدواجن في أسواق قطاع غزة ارتفعت بعد انخفاضها لعدة أشهر، إذ ارتفعت من (9) شواقل إلى 12.5 شيقلا للكيلو الواحد، وهو ما دفع وزارة الزراعة إلى السماح للتجار بإدخال الدجاج المبرد من السوق الإسرائيلي لتلبية الاحتياج المحلي وخفض الأسعار.
وكانت وزارة الزراعة قدرت حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي (النباتي والحيواني) بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير نحو 204 ملايين دولار.