فلسطين أون لاين

لا كرامة لملك ولا لأمير بعد هذا

 

النظام العربي نظام مهترئ. نظام تافه في أغلب مكونيه. حين يشتُم أحدٌ رئيسَ الدولة أو ملكها أو أميرها، أو يسخر منه في رسم كاريكاتوري، تجد أجهزة الدولة تستنفر أدواتها للقمع والاعتقال، لأن القائل أو الرسام أهان رمز الدولة صاحب الجلالة، في حين تقف هذه الأنظمة خرساء بكماء لا تحرر جوابا عندما يشتُم الأعداء الصهاينة في مسيرة الأعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو رمز الأمة الإسلامية قاطبة، وأكرم خلق الله أجمعين، وليس رمز مملكة أو إمارة.

شتم محمد صلى الله عليه وسلم في دستور هذه الأنظمة التافهة ممكن، ولا يفترض تصرفا سياسيا أو أخلاقيا، ولا حتى استغفارا باللسان، وهو أدنى الممكن من الضعيف. وحين يُشتَم الملك أو الأمير يُصبِح الأمر مرفوضا، ومن المستحيل تقبله وتجاوزه، وتقطع لأجله العلاقات الدبلوماسية، وتتوقف التجارة، وتتحرك وسائل الإعلام للقصف، وإسالة دماء وكرامة من تجرأ على الملك ولو كان من بلد بعيد.

هؤلاء التافهون وضعوا أنفسهم في مرتبة أعلى من مرتبة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يحركوا ساكنا حين خرجت مسيرة الأعلام الصهيونية عن مقتضى احترام الدين، واحترام المسلمين، وقامت مسيرتهم باحتقار المسلمين، وشتم النبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلم، وإهانة المسجد الأقصى، والسخرية من كل ما يرمز للإسلام وللعرب، بل كان هتافهم المتكرر: (الموت للعرب).

المطبعون مع الاحتلال ينتقمون من الشعب الفلسطيني، لأن بعض المنظمات الفلسطينية، والأقلام الفلسطينية انتقدت تطبيعهم مع العدو، وسخرت من مبررات هذا التطبيع، الذي جعلوه كذبا لصالح الفلسطينيين، وسكتوا خافضي رؤوسهم وعدوهم يشتم ويسب نبيّ الإسلام، ويصرخ بالموت للعرب؛ أي الموت لمن طبَّع ولمن لم يُطبِّع!

لا كرامة لملك ولا لأمير، ولا لأمة ولا لبعيد ولا لقريب، حين يعتدي معتدٍ ظالم مضل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يدعو للموت للعرب، دون أن يشعر بأن هذه الإهانة تنال منه وتصيبه في كرامته. من سكت عن إهانة النبيّ وإهانة الأقصى، سيسكت غدًا عن انتهاك عرضه، واقتطاع أجزاء من أرضه. التافهون هم الذين لا يغضبون لمحمد صلى الله عليه وسلم، والأحرار يدهم على الانتقام عاملة، وألسنتهم بالاستغفار قائمة، ويعتذرون من محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أمة محمد.

المصدر / فلسطين أون لاين