يحاول الاحتلال الإسرائيلي استعادة قوة الردع وهيبته في مدينة القدس المحتلة، التي فقدها في جولة التصعيد الأخيرة، عبر تكثيف حملة اعتقالاته للنشطاء والمؤثرين، تزامنًا مع ما تسمى "مسيرة الأعلام" التي نظمها المستوطنون أول من أمس.
واعتقلت قوات الاحتلال منذ مطلع الأسبوع الجاري عشرات النشطاء المقدسيين، في محاولة منها للي ذراعهم وثنيهم عن مواجهته، إلا أن الأخيرين أثبتوا نجاعتهم ومدى قدرتهم على التصدي للاحتلال على الرغم من الإمكانات القليلة التي يمتلكونها.
ومنذ مطلع شهر رمضان نفذ الاحتلال 750 حالة اعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، معظمهم من الأطفال، عدا عن ممارسة سياسة الضرب والتنكيل ضدهم، وفق الناشط المقدسي أمجد أبو عصب.
استعادة الردع
وقال أبو عصب لصحيفة "فلسطين"، إن سلطات الاحتلال مستمرة في ظلمها ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس، تحديدًا بعدما فقدت السيطرة على الأرض خلال الهبة الجماهيرية الأخيرة.
وبيَّن أن ما حصل خلال الهبة الأخيرة من التحام للشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بدعم من المقاومة في غزة، هزَّ صورة الجندي الإسرائيلي، وأفقده السيطرة.
وشدد على أن "الاحتلال يحاول من خلال حملات الاعتقال التي تشنها الوحدات الخاصة والمستعربين استعادة عامل الردع، عدا عن ممارسة الضرب والتنكيل ضد الكثير من المقدسيين".
وأوضح أن الوقائع على الأرض تثبت مدى ثبات الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال وهو ما لا يريده الأخير، إذ إن أعداد المستوطنين المشاركين في مسيرة الأعلام لم تكُن كبيرة.
وأيَّد ذلك، رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر، إذ أكد أن سلطات الاحتلال كثَّفت حملات الاعتقالات، انتقامًا من المقدسيين الذين وقفوا صدًّا منيعًا أمام ممارستها وإفشال مسيرة الأعلام.
ورأى خاطر في حديثه لـ"فلسطين"، أن مسيرة الأعلام فشلت في تحقيق الأهداف التي سعت لها، من خلال صمود المقدسيين من جهة، وتغيير قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة في قطاع غزة في الجولة الأخيرة.
وأشار إلى أن ما جرى في المسيرة، يندرج في إطار تحقيق المزيد من الفشل والإحباط والعجز والخوف الذي يهيمن على المستوطنين، عادًّا ما جرى دليل "إفلاس قاطع تعانيه دولة الاحتلال، وعدم قدرتها على مواجهة الحقائق".
ووصف المرحلة الراهنة بأنها "خطرة"، ولا سيَّما أن الاحتلال يحاول استعادة هيبته بالسماح للمستوطنين بزيادة اقتحامهم للأقصى، وشن حملات اعتقال كبيرة في الآونة الحالية.
وشدد خاطر على أنه "في الوقت الذي يريد الشعب الفلسطيني استشعار معنى النصر والدخول في مرحلة جديدة، تخرج بعض الجهات العربية لدعم الاحتلال ومحاولة خلط الأوراق، لزيادة حالة التوتر وتصعيد الأمور".
وجدد تأكيده أن المقاومة الفلسطينية استطاعت تغيير قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة، جعلت الاحتلال يتخبط في قراراته المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى تحديدًا.