لقد آن الأوان لحركة فتح أن تقول كلمتها بخصوص الملفات الرئيسة للشعب الفلسطيني، التي يقف على رأسها ملف المصالحة، ومقاومة الاحتلال، وترميم البيت الفلسطيني الداخلي، والذهاب إلى برنامج مشترك يلبي طموح ومتطلبات شعبنا.
فلم يعد مقبولًا أن تستمر حالة التشظي والانقسام من أجل مصالح ضيقة يقودها أفراد معدودون يتحكمون بمصير شعب بأكمله، خاصة بعدما أصبح واضحًا للجميع من الذي يعطل المصالحة ويجهض كل مشاريع الوفاق وإنهاء الانقسام.
وفي لقاء لي مع قادة من حركة فتح قالوا بوضوح إن ما يحدث في الحالة الفلسطينية الداخلية هو تمامًا ما يحدث داخل البيت الفتحاوي، حيث يتحكم بعض الأفراد بالقرار ويصادرون رأي الأغلبية، بل يعملون على إقصاء كل من يعارضهم من القيادات التاريخية والوازنة داخل البيت الفتحاوي، حتى أضحت حركة فتح منقسمة يشوبها صراع داخلي حقيقي جعل معظم أبنائها يشعرون بالغضب تجاه من يصادر إرادتهم.
لا شك نريد أن تكون حركة فتح قوية ومتماسكة لانعكاس ذلك إيجابًا على القضية الفلسطينية، فعندما كانت فتح بعنفوانها وعافيتها استطاعت أن تفرض أجندتها وتخدم القضية الفلسطينية وتجعل العدو الصهيوني يتراجع أمام تقدمها.
من التجربة نقول إنه لا يمكن لفصيل وحده أن يقود العمل الوطني الفلسطيني بعيدًا عن باقي الفصائل، بل لا أبالغ إذا ما قلت إنه دون وحدة حقيقية تقوم على برنامج وطني يعبر عن مطالب شعبنا في التحرير والانعتاق من الاحتلال؛ سنظل نراوح مكاننا دون تقدم حقيقي نحو تحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة.
لذا آن الأوان لقادة وكوادر حركة فتح أن يقولوا كلمتهم، ويصرخوا بصوت مرتفع: لا بد من عودة فتح لجذورها والتمسك بالثوابت التي استشهد من أجلها مؤسسوها وقادتها.