فلسطين أون لاين

أبعاد

مَن أغضب السلطة وما العلاج؟!

عباس وحاشيته المقربة منه غاضبون جدًّا في هذه الأيام. لم نشهد لهم غضبًا يذكر في أثناء قصف طائرات الاحتلال أبراج غزة السكنية في معركة (سيف القدس). بل لم نسمع لهم صوتًا، فقد نذروا صومًا عن الكلام حتى تضع الحرب أوزارها. ألجمتهم تضحيات غزة وبطولات المقاومة، ونيلها من تل أبيب فسكتوا عن الكلام المباح مع أول صياح لصاروخ الصباح. ثم قطعوا صيامهم الكاذب، وصاحوا بأعلى صوت أنهم هم عنوان المال لإعادة إعمار غزة؟!

استمعت مصر لصياحهم في كل واد يهيمون فيه، ورأت أن تستوعبهم من خلال لقاءات مصالحة وحكومة وحدة وطنية تشرف على إعادة الإعمار، ولكن مصر وجدتهم يريدون التفرد بالمسؤولية، وحيازة المال، ويلتفون على الدور المصري من خلال تحريض العدو الصهيوني على قطع الطريق أمام مصر، وتشديد الحصار على غزة، وتأجيل فتح المعابر مع القطاع حتى ترضخ حماس لشروط السلطة، وطالبت الاحتلال بإدخال المنحة القطرية من خلال السلطة في رام الله، بحجة منع استفادة حماس منها للعمل العسكري.

يبدو أن مصر حصلت على معلومات موثقة عن دور السلطة المعرقل للدور المصري، والمستظهر بالعدو الصهيوني، ويبدو أن غضب مصر وصل أشده باعتراض السلطة على الدور المصري في صفقة تبادل الأسرى، والتي تتضمن القائدين مروان البرغوثي من فتح، وأحمد سعدات من الجبهة الشعبية، بحجة أن خروجهما من المعتقل تحت مظلة حماس يقوي من شوكة حماس ويزيد في شعبيتها التي ارتفعت للقمة في معركة سيف القدس.

عباس وحاشيته غاضبون من مصر، ولكنهم يشنون هجومًا منظمًا وظالمًا على حماس وقادتها، في رسالة مزدوجة لها وللمخابرات المصرية، الأمر الذي أزعج فيما يبدو القيادة المصرية، التي ألغت لقاءات الفصائل في هذه المرحلة، وتوقفت عن الحديث في حكومة وحدة وطنية، وباتت تتعامل مع حماس بشكل مباشر في عملية إعادة الإعمار.

عباس وحاشيته يعانون فيما يبدو أزمة بسبب ارتفاع شعبية حماس بين كوادر فتح وشبابها، وبسبب الدور المصري الذي يعمل بشكل مباشر مع غزة، ويلتقي هنية وقادة عسكريين من غزة، وهنا أقول بما سمعته: يبدو أن خلاص فتح من هذه الأزمة يقتضي من الكل الفتحاوي العمل على تجديد قيادة فتح والسلطة، والقول للقيادة القديمة والحرس القديم، كفى، اذهبوا للبيت، ودعوا الشباب يقودون المرحلة القادمة فهم لا عقد لهم في التعامل مع حماس والمجموع الوطني، وهم قادرون على إنجاز شراكة وطنية ذات مغزى.

فهل ينجح صوت التجديد والتغيير في فتح، أم أن الوقت ما زال فيه متسع أمام منارات القيادة القديمة المتحكمة بالمال؟! وهل صحيح ما يقال إن أطرافًا داخلية وعربية تعمل على التغيير والتجديد؟! وهل حقًّا انتهت صلاحيات الواقع القائم؟! لست من يملك الإجابة ولكني أتوقعها كما يتوقعها آخرون.