فلسطين أون لاين

​في ظل الضوء الأمريكي لاستكمال المشاريع

التفكجي : القدس على عتبات التهويد الإسرائيلي الكامل

...
مستوطنة "رامات شلومو" بالقدس المحتلة (أ ف ب)
القدس المحتلة / غزة - أحمد المصري

شدد مدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية والخبير في شئون الاستيطان د.خليل التفكجي، على أن مدينة القدس المحتلة تعيش على عتبات التهويد الإسرائيلي الكامل ، وشطب أي فرصة لجعلها عاصمة مستقبلية للفلسطينيين.

وأكد التفكجي لصحيفة "فلسطين"، أن دولة الاحتلال بمؤسساتها المختلفة تعمل دون كلل على إنجاز أكبر قدر ممكن من مخططاتها المرسومة تجاه مدينة القدس ومقدساتها، وجعلها مدينة يهودية خالصة.

وأشار إلى أن جزءًا واسعًا من البنى التحتية في المدينة المحتلة تم انجازه، فيما يعكف الاحتلال على إنجاز مشروع الأنفاق السفلية والتي تربط الكتل الاستيطانية الكبرى بالمدينة مع الداخل المحتل في الدولة العبرية.

ولفت التفكجي إلى أن سلطات الاحتلال باتت تتحدث عن مشاريع نهائية للمدينة كمشروع (2050) والذي يشمل اقامة الفنادق السياحية والمطارات وشبكات الأنفاق، والسكك الحديدية والبنى التحتية، وذلك بعد الانتهاء من مشروع (2020).

وقال إن الاحتلال يتحدث حاليًا عن مدينة القدس الكبرى بمفهومها، حيث عمل ويعمل على توسيع حدود بلدية المدينة، لإحداث تغيير جذري في قضية الديموغرافيا لصالحه، عبر التخلص من السكان المقدسيين وزجهم لخارج المدينة.

وأضاف: "المؤسسة العبرية تتحدث اليوم عن التخلص من أحياء سكنية كمنطقة سكان كفار عقب وشعفاط شمال القدس والذين يصل تعدادهم نحو 140 ألف مقدسي، في إطار التهويد الإسرائيلي للمدينة المقدسة".

وأوضح التفكجي أن الاحتلال يعمل الآن على مساري التخلص من السكان المقدسيين، وضم الكتل الاستيطانية "جفعات زئيف" من الشمال و"معالية ادوميم" و"كفار عتيسون" من الشرق والجزء الجنوبي، والحاق المزيد من المستوطنين بداخلها، لترجيح الكفة الديموغرافية لصالحه.

وتابع "بهذا الأمر تكتمل خارطة مستقبلية يكون فيها السكان المقدسيون أقلية يسهل السيطرة عليهم، وأغلبية يهودية مطلقة"، مشيرًا إلى أن تحقيق هذه الخريطة عمليًا ملموس على الواقع لن يحتاج وقتا طويلًا.

ونبه التفكجي إلى أن سياسة الصراع الديموغرافي المنفذة حاليًا مع سكان القدس تأتي بعد "انتصار" واضح لدولة الاحتلال في الملف الجغرافي، حيث تسيطر على نحو 87% من أرض مدينة القدس.

وأكد أن الاحتلال تلقى الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لمواصلة مسيرته التهويدية في مدينة القدس، سيما بعد الزيارة الأخيرة لرئيسها دونالد ترامب، والذي لم يأت على ذكر قضية المدينة أو الاستيطان بأي صورة كانت، مضيفا "كل البرامج التي كانت مجمدة وداخل جوارير الاحتلال أخرجت ووضعت على الأرض مع زيارة ترامب".

ولفت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبعد أيام قليلة من انتهاء زيارة ترامب عقد جلسة حكومته الأسبوعية أسفل حائط البراق، ليقول إن تاريخ هذا المكان تاريخ خالص لليهود وليس لأي شعب آخر حق فيه.

وشدد على أن حكومة "نتنياهو" اليمينية ترى في الدعم الأمريكي والأوضاع العربية الإسلامية والأوروبية الداخلية التي تعيشها، والوضع الفلسطيني "الميؤوس منه"، أفضل الظروف لتنفيذ مخططاتها تجاه تهويد مدينة القدس.