فلسطين أون لاين

أبعاد

"لو فيها زيت لضوت"

الفصائل الفلسطينية تلتقي في القاهرة، ملفات اللقاء الرئيسة المصالحة الوطنية، السؤال: كم سنة من التفاوض تحتاج الفصائل لتحقيق المصالحة الوطنية؟! العارفون ببواطن الأمور يقولون: هم يلتقون ليجددوا الخلاف! قلة اللقاءات أفيد للشعب من اللقاءات.

في هذه المرة يلتقون وفي خلفية كل طرف ما يناقض خلفية الطرف الآخر، الفصائل تلتقي وفي خلفيتها أن محمود عباس خدعها وألغى الانتخابات دون مسوغات مقنعة لهم، وعباس أو قل فتح تلتقي الفصائل وفي خلفيتها إلزام حماس والفصائل بمسئولية السلطة عن إعادة الإعمار، ويجدر أن تكون السلطة هي القناة المالية الوحيدة المتلقية لأموال الإعمار المحتملة.

كلٌّ يغني على ليلاه: ليلى من المال، وليلى من الانتخابات، وليلى لا تلتقي ليلى أبدًا، فكيف تكون مصالحة؟! بل كيف تكون شراكة وقد كشفت معركة (سيف القدس) التباعد الجوهري بين عباس وحاشيته من ناحية، وحماس وقادتها من ناحية أخرى؟! أين مقدمات المصالحة ولا أحد قدم بين يديها كلمة احترام، أو صدقة جارية؟!

لا مصالحة -يا شعبي- الآن كما يقول الخبراء المهتمون بهذا الملف، بل إن أطرافًا نافذة في الساحة الفلسطينية لا تريد المصالحة ولا تشجع عليها، اللقاء الحالي قد يؤدي إلى تبريد الأجواء الإعلامية بين الأطراف الفلسطينية، وقد يبحث عن توافقات محددة في ملف إعادة الإعمار، ولن تكون المخرجات أبعد من ذلك البتة، وكما قال الأقدمون: "لو فيها زيت لضوت".

كيف تكون مصالحة وعباس رئيس السلطة، رئيس الشعب، رئيس المنظمة الممثل الوحيد للشعب، نذر في الساعة الأولى من معركة (سيف القدس) للشيطان صومًا عن الكلام، وما نطق إلا بعد أحد عشر يومًا مع أول دينار لإعادة الإعمار؟! حماس ربما تقول: هل كانت الحرب في بلد مجاور أو بعيد ولم تكن في فلسطين؟! أم أن غزة ليست من فلسطين؟! أم أنه لا علاقة للمنظمة بغزة، مع أن غزة كانت هي الجهة التي أسست منظمة التحرير وفتح أيضًا؟!

إنه إذا كانت المصالحة بعيدة؛ فإن الشراكة السياسية والإدارية أبعد، وإذا كانت ممكنة قبل إلغاء الانتخابات ومعركة سيف القدس؛ فهي بعدهما دخلت باب المستحيل إلا بمعجزة تزلزل المشهد، وتعالج فساد الطوية، وأمراض التفرد والديكتاتورية، وتلقي بشروط الرباعية في البحر الميت.