فلسطين أون لاين

أبعاد

ما خفي أعظم.. التوقيت والدلالات

شاهدتُ بتمعن برنامج ما خفي أعظم الأخير بشأن معركة سيف القدس، وأسرى العدو لدى حماس. لم ألتفت كثيرا كما التفت غيري للتسجيل الصوتي لأحد الأسرى، ولا يعنيني كثيرا هل هو صوت مانغستو أو غيره من الأربعة، أو هو صوت خامس لم تعلن عنه المقاومة. التسجيل ربما تهتم به أسر الأربعة، أو الاستخبارات الصهيونية. ما لفت انتباهي هو التوقيت والدلالات وما يحمله التسجيل المصور من معانٍ عامة.

يبدو أن التوقيت فرض نفسه على قيادة حماس بعيد معركة سيف القدس التي تعد أقسى المعارك، التي جرت على أرض غزة، وتل أبيب ومحيطها. هذه المعركة القاسية انتهت بوقف إطلاق نار متزامن ومتبادل، دون أدنى تفاهمات على القضايا التي تسببت بالحرب بشكل مباشر أو غير مباشر.

توقفت الأعمال القتالية وأعلن العدو أنه لن يمنح حماس أي تسهيلات مدنية قبل عودة أسراه إلى عائلاتهم. وقد نقل الجانب المصري هذا الطلب بهذا الإصرار لحماس في غزة، وحماس في غزة ليس لديها مانع من تحريرهم وإعادتهم في إطار صفقة تبادل ذات مغزى، وترفض ترابط الملفات كما يريد الطرف الإسرائيلي.

التسجيل جاء في هذا التوقيت ليقول لدولة الاحتلال نحن جاهزون الآن لعقد صفقة تبادل، ويقول للمصريين يمكنكم التعجيل بعقد صفقة تبادل، وشروط غزة واضحة، ويمكن دراسة العروض المقترحة، وهذه الجاهزية ليست من مخرجات معركة سيف القدس، ولكنها جاهزية قديمة وعالية منذ بضع سنوات، ولكن حكومة الاحتلال هي التي تناور وتحاول استعادة أسراها دون دفع الثمن.

التسجيل في البرنامج ركز على فترة أسر شاليط، وكيف أمنته حماس، وكيف عاملته، وكيف أفشلت محاولات العدو لاستعادته بالقوة العسكرية والاختراقات الأمنية، وكيف فشلت حكومتهم في ذلك، حتى رضخت لعقد صفقة تبادل فيها جل مطالب حماس. هذا التركيز على قصة شاليط ونهايتها يقول لحكومة الاحتلال إن الحرب، والعمل الاستخباري لن يعيد لكم شاؤول وهدار ومنغستو والسيد وربما خامسهم، ولكن يمكن استعادتهم بصفقة تبادل على غرار صفقة شاليط، وتقول لهم هؤلاء الأسرى أحياء لم تقتلهم طائراتكم وإن حرصتم على قتلهم، وقد حرصنا نحن في حماس على تأمين حياتهم لأننا نحرص على تحرير أسرى فلسطين من السجون ونحرص على إعادتهم إلى أهلهم.

التسجيل يخبر مصر بوصفها وسيطًا، ويخبر العدو، وذوي الأسرى أن حماس جاهزة لإعطاء هذا الملف الأولوية اللازمة، ونحن أحرص من حكومة العدو على الوقت، وحماس عندها أولوية أيضا تجاه أسرى فلسطين في سجون المحتل، كما جاء في التسجيل..