"عيسى برهم، طارق صنوبر، زكريا حمايل"، شهداء ارتقوا خلال تصديهم لمحاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه للاستيلاء على "جبل صبيح" جنوب شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ويشهد الجبل بشكل شبه يومي مواجهات بين المواطنين والمستوطنين المحميين بقوات جيش الاحتلال، بحسب رئيس بلدية قبلان السابق هشام الأزعر، الذي أكد أن المواجهات تزداد عنفًا يومي الجمعة والسبت، إذ إنها أسفرت مؤخرًا عن ارتقاء 3 شهداء على فترات متفاوتة، وإصابة واعتقال العشرات.
ويقع "جبل صبيح" بين ثلاث قرى فلسطينية هي "قبلان، يتما، بيتا" جنوبي مدينة نابلس، وتعود ملكية الجبل لفلسطينيين من القرى الثلاث، ويملكون وثائق تثبت أحقيتهم في الأرض.
ويلفت الأزعر في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال والمستوطنين أقدموا مؤخرًا على إقامة بؤرة استيطانية على الجبل الذي يبلغ مساحته نحو 20 دونمًا في محاولة منهم للسيطرة عليه، لكونه يطل على جميع القرى المجاورة، والطريق الذي يصل إلى مدينة أريحا.
ويؤكد أن الاحتلال يوفر الحماية للمستوطنين الذين يوجدون على الجبل على مدار الساعة، ما جرّأهم على مواصلة اعتداءاتهم على أصحاب الأرض الأصليين وطردهم منها بالقوة، إلا أنه رغم ذلك فإن الأهالي من القرى الثلاث يوجدون في محيط الجبل ويتصدون للمستوطنين وقوات الاحتلال يوميا.
ربط المستوطنات
ويقول مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس: إن الجبل بات محط أنظار الاحتلال ومستوطنيه لوقوعه شرق حاجز زعترة العسكري بنحو نصف كيلومتر، ويطل على قرى "بيتا، يتما، قبلان"، وهي المناطق الشرقية التي يعدها الاحتلال امتدادًا للمنطقة الاستيطانية من الغرب رأس العين، التي تصل حتى زعترة.
ويوضح دغلس لـ"فلسطين" أن الهدف من السيطرة على الجبل، خلق امتداد للبؤر الاستيطانية والسيطرة على المناطق المرتفعة، وإنشاء شريط يتجاوز 120 مترًا من الشارع الممتد من زعترة حتى مدينة أريحا.
ويشير إلى أن المستوطنين يستخدمون هذا الشريط لإغلاق أي منفذ شمال الضفة الغربية، مضيفًا أن السيطرة على الجبل ليست سيطرة على قرى نابلس فحسب بل على الضفة الغربية بأكملها.
ويلفت إلى أن المستوطنين وضعوا مؤخرًا بيوتًا متنقلة أعلى قمة الجبل، حيث أقام جيش الاحتلال معسكرًا له هناك قبل أن يجبره أصحاب الجبل من الفلسطينيين والمتضامنين معهم على إزالتها قبل أشهر.
ويقول دغلس: إن المستوطنين استغلوا العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة (10- 21 مايو/ أيار الماضي)، للعودة إلى محاولات السيطرة على الجبل، من خلال وضع منازل متنقلة لهم، وذلك ضمن خطة لترسيخ وجودهم في المكان وتحويله إلى مستوطنة دائمة.
ويقع "جبل صبيح" ضمن المنطقة المصنفة (ج) وفق اتفاقية "أوسلو" بين السلطة والاحتلال، حيث تشكل تلك المناطق نحو 61% من أراضي الضفة الغربية، تكون السلطة فيها مسؤولة عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية للمواطنين في المنطقة، في حين أن السيطرة الأمنية والإدارية للاحتلال.
وكان تقرير إسرائيلي صدر في مارس/ آذار الماضي، كشف أن أعداد المستوطنين بالضفة الغربية المحتلة دون شرقي القدس ازدادت بنسبة 42% مقارنة مع عام 2010.
جاء هذا في تقرير أعده مركزا المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة "بتسيلم"، و"كيرم نابوت"، وهما منظمتان إسرائيليتان حقوقيتان، حمل اسم "هذه لنا، وهذه أيضا لنا: سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية".
وقال التقرير: إن هذه الزيادة الكبيرة جاءت بسبب الامتيازات التي تمنحها دولة الاحتلال لسكان المستوطنات.