عدَّ مختصان بالشأن الإسرائيلي أن ما كشفت عنه المقاومة الفلسطينية خلال برنامج "ما خفي أعظم" هو استكمال لسياسة الردع الذي تحقق في معركة "سيف القدس"، مشيريْن إلى أن قيادة الاحتلال ستفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة بشأن الفلسطينيين.
وكانت "كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس" عرضت للمرة الأولى عبر البرنامج تسجيلاً صوتيًا لجندي إسرائيلي أسير لدى المقاومة في غزة منذ 2014.
حرب نفسية
المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، قال إن ما كشفته المقاومة الفلسطينية خصوصاً التسجيل الصوتي لجندي إسرائيلي أسير لديها، لاقى ردود فعل متفاوتة لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وقال لصحيفة "فلسطين": "عدت حكومة الاحتلال هذا التسجيل حرباً نفسية ومحاولة خداع لأنه ضرب محاولاته لإبقاء الرأي العام الإسرائيلي على ثباته باعتبار الجنود أمواتا".
وأضاف منصور: "لكن المجتمع الإسرائيلي وعائلات الجنود تعاملوا مع الأمر بجدية وحركهم هذا التسجيل، الأمر الذي سيخدم المقاومة في إنجاز صفقة تبادل مشرفة".
وأشار إلى أن التسجيل أعاد تحريك موضوع "الجنود الأسرى" ووجه رسالة لـ(إسرائيل) بأن محاولاتها الضغط على المقاومة لربط إعادة إعمار غزة وإلغاء الحصار بالجنود الأسرى غير مقبولة.
وتابع منصور: "المقاومة أعادت الكرة لملعب الاحتلال من خلال إشعال الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية، في خطوة موفقة ومدروسة بشكل جيد من المقاومة وستكون نتائجها إيجابية".
وبين أن المقاومة حققت الردع للمجتمع الإسرائيلي بتأكيدها أن القدس جزء من حالة الاشتباك، قائلاً: "نلمس ذلك بشكل واضح في التراجع الإسرائيلي الفوري عن مسيرة الأعلام".
ولفت إلى أن ما حققته المقاومة في هذه الجولة سيكون حاضراً بقوة على طاولة أي حكومة إسرائيلية مقبلة في تعاملها مع شعبنا الفلسطيني.
في حين بيَّن المختص بالشأن الإسرائيلي فتحي بوزية، أن الحلبة السياسية في (إسرائيل) ملبدة بالغيوم بعد "سيف القدس".
وقال بوزية لصحيفة "فلسطين": "هناك إرباك لدى قيادات الاحتلال السياسية وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، حيث إنه بات من المؤكد أنه سيذهب إلى مزابل التاريخ".
وأشار إلى أن الحدث الأبرز الذي أثر في وسائل الإعلام المختلفة هو الصمود الفلسطيني الأسطوري، والعدوان الإسرائيلي على غزة الذي تسبب في إرباك الساحة الإسرائيلية وبث الرعب في نفوس المواطنين والأمن الإسرائيليين.